بعد هدوء نسبي إثر موجة السرقات خلال فترة عيد الأضحى، ضرب لصوص المواشي بقوّة هذه الأيام مستهدفين في أسبوع واحد 3 عائلات محدودة الدّخل في منطقة المحروقة من معتمديّة عقارب. ولعلّ ارتفاع ثمن «النعاج» الولودة هذه الأيام ساهم في عودة لصوص المواشي بقوّة الذين استغلّوا برودة الطقس خلال ليل الشتاء الطويل للسطوعلى المنازل الآمنة لتكون الحصيلة عشرات الخرفان في «خبر كان» خلال أيام قليلة والقاسم المشترك بين المتضرّرين هو ان اللّصوص وكالعادة يلوذون بالفرار بعد كلّ عمليّة رغم التحرّيات المتواصلة من قبل رجال الأمن.
والثابت ان آخر حادثة تدّل على أنّ هؤلاء اللصوص يعملون بشكل منظّم ومخطّط له حيث تمّ استهداف منزل الشيخ إبراهيم بن دبابيس أواخر هذا الأسبوع بمنطقة المحروقة للسطوعلى 16 شاة تقدّر قيمتها بأكثر من 10 آلاف دينار.
هذا القطيع الهام يعتبر مورد الرزق الوحيد لهذا الشيخ المعوق الذي لا عمل له سوى الاعتناء بالماشية للاسترزاق منها بما أنّه مريض وزوجته كذلك وهويعيل أبناءه الذين لازال البعض منهم على مقاعد الدراسة.
وتفيد المعطيات التي استقيناها من قريب المتضرّر أنّ لصوص المواشي سطوا على «حضيرة الشّياه» في الهزيع الأخير من اللّيل. حيث تفقّد الشيخ «شياهه» على الساعة الثانية صباحا وخلد إلى النوم. وقد امتطى اللصوص شاحنتين لحمل القطيع بعد خلع باب الحضيرة.
ليتركوا هذا الشيخ بين عشيّة وضحاها بلا مورد رزق وقد تقدّم بشكاية إلى مركز الحرس بعقارب في محاولة يائسة لتتبع اللّصوص لعلّهم يقعون في قبضة الأمن. وقد خلّفت هذه الحادثة ألما وحسرة لدى كلّ أفراد هذه العائلة وحتّى أقارب الشيخ الذين تعاطفوا معه وهبّوا لمواساته لكن هل تكفي هذه المواساة لشيخ صار فجأة بلا مورد رزق؟