الشاعر عمار الرحموني يمكن أن يجد لنفسه مكانا متقدما وسط الساحة الفنية والأدبية في تونس ليس هذا من باب المجاملة بل واقع يعرفه ويعترف به الكثير فقد طوع اللغة فانطاعت له ' تجالسه فكأنك تجلس الى شاعرين أحدهما نزار قباني والآخر أسمعت كلماته من به صمم وكم هما متباعدين في الزمن متقاربين عند شاعرنا. «الشروق» التقت الشاعر عمار الرحموني ليحدثها عن انتاجه الشعري والصعوبات التي تعترضه ثم واقع الثقافة زمن الثورة يقول ضيف» الشروق» انه بدأ نظم الشعر في بداية السبعينات وقد أهدى له آنذاك الشاعر الكبير نزار قباني ثلاثة دواوين من بيروت ممضاة بخط يده وقد تتلمذ على يد الشاعر المرحوم محمد السنهوري الحسني وتأثر به أيما تأثر ، كتب قصائد عدة متنوعة أغراضها من غزل الى تغن بالطبيعة الى الحماسة والتغني بالثورة وقد تحصل على جوائز عدة في مهرجانات شعرية مختلفة في دوز وسيدي بوزيد والقصرين وتالة.......
ورغم غزارة انتاجه فانه ظل مغمورا ولا غرابة في ذلك فهو ينتمى الى احدى مناطق التهميش وعن الصعوبات يقول محدثنا أن العراقيل وان تنوعت فإنها تتلخص في أمرين أساسيين أولهما مادي فالشاعر تعوزه الامكانيات المادية اللازمة للطبع والنشر والتوزيع ومن انتاجه الذي لم ير النور الى حد اليوم ديوان شعر بعنوان»عزف على أوتار القلب» وكتاب في النثر عنوانه «الوسطية في الإسلام « مدعم بالسور القرآنية والأحاديث اضافة الى مجموعة من الأقاصيص التى نشرت على أعمدة الصحف وثاني الصعوبات معنوي وهو الأخطر اذ لم يتلق شاعرنا أي تشجيع من وزارة الثقافة ولم تقع دعوته من طرفها الى أي ملتقى أدبي أو مهرجان في الشعر وهكذا تهدر الثروات الفكرية مثلها في تالة مثل الحجر والماء فلماذا لا تتدخل وزارة الثقافة لحماية مخزونها العلمي والمعرفي؟ ولماذا لا تؤطر مكتسباتها وتشجعها ليزداد الابداع الفكري والأدبي؟ وعن واقع الثقافة زمن الثورة يقول السيد عمار الرحموني انه قد عانى قبل الثورة من تعسف ومنع من النشر وكم قصيد لم تنشر بلا سبب مثل قصيد «عرب ملنا النسب» وفيها أقول: عروبتكم في المزاد قد وضعت صهيون وحكامكم هم السبب خيراتكم بيد الحكام قد نهبت فما بقي قوت لكم ولا سلب فثقافة اليوم حسب رأيه لاهي بثقافة الثورة ولاهي ثورة ثقافة بل هي حالة تحاول أن تقطع مع الماضي ولكن لم تجد لنفسها موقعا في الحاضر.