احتضن فضاء المكتبة العمومية بجندوبة محاضرة للدكتور رابح الخرايفي حول « المكتبة العمومية الجهوية وتنمية المعرفة في الجهة « وقد كانت المحاضرة فرصة للوقوف على واقع المطالعة بالجهة ودور المكتبات ... فهل تنفض مثل هذه المحاضرات الغبار عن الكتاب؟ المحاضرة التي نظمتها المكتبة الجهوية بالتعاون مع جمعية أحباء المكتبة والكتاب بجندوبة وحضرها عدد من الزائرين والطلبة والتلاميذ والدكتور رابح الخرايفي والسيد شكري المديوني عضو الجمعية ومديرة المكتبة الجهوية السيدة مفيدة الغزواني والأستاذ الباحث في التاريخ الطاهر الرحوي وقد كانت مناسبة لتدارس واقع المطالعة والمعرفة بالجهة والسبل الكفيلة بالنهوض به..
خطة عاجلة
الدكتور رابح الخرايفي اشار الى غياب سياسة ثقافية على مدار 23 سنة من القحط الفكري وأوضح أن المكتبة يمكن أن تساهم في إنتاج المعرفة وتوزيعها وذلك من خلال خطة تعيد الروح للكتاب والمطالعة وتنظيم هذه المبادرة ليس سوى خطوة نحو وعي جديد بصدد التبلور كدور جديد للمكتبة في نشر الوعي وهذا جزء لا يتجزأ من التنمية التي هي قراءة وكتابة ومعرفة وإسهام أهل المعارف في توسيع العلوم .
ويكون دور المكتبة الجهوية اليوم المساهمة في نشر ثقافة جديدة تعاضد الدور الذي تقوم به جميع المكتبات بالجهة ويتحقق ذلك عبر خطة قابلة للتنفيذ وتتماشى والإمكانيات البشرية والمالية ويمر هذا طبعا عبر إحياء المناسبات الدولية والوطنية وعقد الندوات والمحاضرات وتنظيم المعارض واستخلاص العبر وترسيخها في الذاكرة ويمكن أن تتجلى الخطة كذلك في تنظيم معرض جهوي ومحلي للكتاب ومعارض صور توثق للجهة عبر التاريخ وهنا لا بد من إحياء الأرشيف الجهوي والذاكرة ولم لا يتم منح مكانة للمهمشين كما للمبدعين كجزء من الذاكرة الجهوية وهنا لا بد على المثقف كما على المربي التعريف بالكتاب وبأهمية المطالعة باعتبارها رافدا من روافد التنمية والإبداع .
تدعيم العلاقة بين القارئ والكتاب
السيدة مفيدة الغزواني مديرة المكتبة الجهوية أكدت أن المرحلة تتطلب إعادة العلاقة الحميمية بين القارئ والكتاب وقد ذهبت المكتبة في هذا الاتجاه من خلال تنظيم زيارات للمدارس والمعاهد وتنشيط دور المكتبات المتجولة والتشجيع على نوادي المطالعة والترغيب الشبابي . أما السيد شكري المديوني عضو بجمعية أحباء المكتبة والكتاب فقد أكد أنه يتعين توعية التلميذ والإطار التربوي بأهمية المطالعة وقد قامت جمعية أحباء المكتبة والكتاب بحملات تحسيسية للترغيب في المطالعة وتوسيع أنشطة المكتبة الثقافية والتوعوية في رسالة مضمونة الوصول لإعادة الاعتبار للمطالعة وإعطاء حظ للمبدعين والكتاب من أبناء الجهة وكذلك تشجيع الجيل الجديد في محاولات الكتابة الأدبية والشعرية والقصة .
أما المؤرخ والباحث الأستاذ الطاهر الرحوي فقد ذكر أنه في ظل غياب تقاليد ثقافية أصبحت مسألة المطالعة مرضا مزمنا يتطلب الحلول وخطة لتفعيل فضاءات المكتبات للمطالعة والتفعيل يكون عبر تنظيم منتديات ( الباكالوريا مثلا ) للحث على المطالعة والتنقل للمعاهد وخروج أعضاء المكتبة للمدارس الابتدائية والاعدادية وتنظيم مسابقات للارتقاء بالمستوى الثقافي ....وذكر أن معدل مطالعة التونسي تكون 03 دقائق في السنة أما الأمريكي فمعدل مطالعته 18 كتابا في السنة ومعدل العرب 07 كتب في السنة .وهذا يعود أساسا للتصحر الثقافي والبرامج المبتورة وهنا لا بد من التكامل بين البرامج التربوية والثقافية للنهوض بواقع الكتاب والمطالعة ومراجعة البرامج التربوية للقضاء على هذا التغريب لأنه لا نهوض للأمم إلا بالنهضة الثقافية وهذا يتطلب تغيير العقليات ..