أخبار تونس – تعدّ الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة التي جاءت تنفيذا للقرار الرئاسي الصادر بمناسبة الإحتفال باليوم الوطني للثقافة يوم 28 جوان 2008 رصدا لوضعية قطاعي الكتاب والمطالعة في تونس ودراسة سبل النهوض بهذين القطاعين من أجل التوصل إلى وضع خطة شاملة لإنتاج الكتاب وتوزيعه وتحديد آليات تنفيذها لترسيخ المطالعة كممارسة ثقافية في المجتمع التونسي. وعرضت نتائج هذه الاستشارة الوطنية لأول مرة يوم الخميس 28 جانفي 2010 في مدينة صفاقس بمناسبة فعاليات ندوة “الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة” التي أشرف على إفتتاح أشغالها وزير الثقافة والمحافظة على التراث الأستاذ عبد الرؤوف الباسطي بحضور الأستاذ رضا النجار منسق اللجنة الوطنية للاستشارة وعدد كبير من المكتبيين والمثقفين وأصحاب دور النشر ومختلف المهن ذات العلاقة بالكتاب والمطالعة. وشملت الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة عيّنة تمثيلية ضمّت 1029 مستجوبا وقام بانجازها مكتب دراسات متخصص وبإشراف لجان جهوية مكوّنة من مثقفي الجهات وكتّابها والناشطين في الحقل الثقافي بها، وبلغت كلفة الاستشارة خمسة وعشرين ألف دينار، حسب صحيفة “الحرية” التونسية. وتم تعميم المشاركة في الاستشارة في كامل تراب الجمهورية في إطار اللامركزية في تسيير النشاط الثقافي كما تدعمت الاستشارة بموقع واب تفاعلي مفتوح ليبدي القراء ومحبي الكتاب بمساهماتهم في تطوير قطاع الكتاب عبر العنوان الالكتروني www.consultation-livre-lecture.tn وتشير نتائج هذه الدراسة الميدانية إلى أنّ الكبار يطالعون أكثر وأن أكبر نسبة من القراء هي من الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة، كما أن النساء يطالعن في تونس أكثر من الرجال بنسبة 7.51٪ فارقا، وأقر 22.74٪ من المستجوبين بأنهم لم يقرؤوا كتابا في حياتهم بينما تمثل نسبة الذين لا يحبون الكتاب 18٪. أما من حيث الاعتمادات المرصودة الى الكتاب فإنّ قرابة 44٪ من القرّاء لا ينفقون أكثر من ثلاثين دينارا في السنة لاقتناء الكتب وانّ أكثر من 50٪ يشترون كتبهم خلال معرض تونس الدولي للكتاب وبالنسبة للأماكن التي يحبّذ التونسي القراءة فيها فإن الاغلبية بنسبة 94.19٪ تفضّل القراءة بالمنزل مقابل 22٪ في العمل و 18.049 في الجامعات ونسبة قليلة في المكتبات العمومية لا تتجاوز 13.15٪ وحسب الدراسات الأولية فإن من أهم الاسباب التي تفسّر قلة اقبال التونسي على المطالعة هي عدم توفّر الوقت اللازم 57٪ ولعدم تأصّل قراءة الكتب ضمن عاداته اليومية 20.7٪ ويفضل 11٪ القيام بأنشطة أخرى عوض القراءة كما أنه هنالك من بين كل اربعة تونسيين واحد فقط يرتاد المكتبات العمومية وأنّ نسبة 48.71 من الذين يرتادون المكتبات العمومية يعتبرونها فضاءات مراجعة. ورغم انّ نسب المطالعة تظل حسب هذه الاحصاءات منخفضة فإن التونسي يقر بأهمية المطالعة 65.43٪ ويبدو ان نسبة 85٪ يهجرون الكتاب قبل سن الخامسة والعشرين. كما تم خلال ندوة “الاستشارة الوطنية حول الكتاب والمطالعة” تقديم عدة توصيات صادرة عن الجهات تفرعت إلى سبعة محاور كبرى هي: الكتابة والخلق والابداع وحقوق التأليف والنشر واقتصاديات الكتاب والنشر والتوزيع، المطالعة والترغيب فيها، المكتبات، مهن الكتاب والتكوين، الاعلام في مجالي الكتاب والمطالعة. ومن بين المقترحات التي تضمنتها هذه التوصيات في مجال الترغيب في المطالعة اعطاء دفع جديد للخطة الوطنية للترغيب في المطالعة واعتبارها شأنا وطنيّا عاما ليشمل اطرافا أخرى والانفتاح على نسيج المجتمع المدني وتطوير المبادرات التنشيطية والتركيز على الطفولة وخاصة أطفال ما قبل سن الدراسة في عمليات الترغيب في المطالعة وابرام اتفاقيات تعاون بين المؤسسة التربوية والمكتبة العمومية وتكليف المركز الوطني للاتصال الثقافي بانجاز دراسة ميدانية دورية حول «واقع الكتاب والممارسات القرائية لدى التونسي”.
