بعد أن حكمت عدة ظروف على فشل تجربته مع الترجي لم يفقد حمزة الباغولي ثقته بنفسه وتحول إلى «الستيدة» حيث إستعاد جانبا كبيرا من مهاراته، غير أن إصرار بعض الأطراف على إعادة النبش في قضيته جعلته يعيش كابوسا حقيقيا. «الشروق» تحدثت إلى حمزة الباغولي (من مواليد عام 1988) الذي عاش أياما عسيرة على امتداد السنوات الماضية بسبب إتهامه بإستهلاك مادة مخدرة مدرجة بالجدول «ب» وذلك قبل أن يتجاوز محنته ويعود بقوة إلى الواجهة من بوابة الملعب القابسي حيث سجل لفائدته هدفين في سباق البطولة وساهم في محافظته إلى حدّ الآن على صدارة المجموعة الثانية ولكن في الأثناء جاء الإحتراز الذي قدمه الملعب التونسي والنادي الصفاقسي ليفسد عليه فرحته...وقد كان لنا معه الحوار التالي :
في البداية كيف تمكنت من الظهور بمستوى فني محترم مع الملعب القابسي في ظرف زمني وجيز، خاصة أنك لم تكن تظهر إلا نادرا مع فريقك السابق الترجي الرياضي؟
كنت مصرّا على أن أثبت للجميع بأنني أملك إمكانيات فنية عالية جدا كنت قد برهنت عنها من قبل في النادي البنزرتي وبما أنه إجتمعت عدة ظروف خارجة عن نطاقي وجلعتني غير قادر على فرض نفسي في الترجي الرياضي حيث كنت أفتقر إلى عنصر مهم جدا لإفتكاك مكان في تشكيلة النادي والمتمثل في الجاهزية البدنية حيث كنت مضطرا إلى الانقطاع عن التمارين لفترات مطولة مع العلم أن معلول أشاد بإمكانياتي في أكثر من مناسبة وحاول مرارا مساعدتي على إستعادة تألقي مجددا ولكن الأمر كان يحتاج إلى بعض الوقت وفي الأثناء وصلني عرض الملعب القابسي فتحدثت إلى رئيس فرع كرة القدم بالفريق وهو السيد رياض بالنور وإقتنعت بأن مصلحتي تقتضي التحول في شكل إعادة إلى الملعب القابسي الذي خضت معه عدة مقابلات ودية وهو ما جعلني أكون في أوج جاهزيتي البدنية لخوض الرسميات التي تألقت خلالها وساعدت فريقي على حصد نقاط ثمينة في سباق البطولة.
ألم تشعر بالظلم في الترجي الرياضي بسبب عدم التعويل على خدماتك رغم إن إمكانيات قد تفوق بكثير تلك التي بحوزة بعض اللاعبين الحاليين للفريق؟
شخصيا أرفض تبني مثل هذه النظرية فأنا أرفض دور الضحية وأعتقد أن الترجي الرياضي لم يظلمني بل ساعدني معنويا وماديا حيث حرص مسؤولو الفريق على غرار السيد حمدي المدب وكذلك رياض بالنور على تمكيني من جميع ممهدات النجاح غير أن الظروف التي عشتها هي التي حكمت علي بالفشل مع الترجي الرياضي.
نعرف أنك تحولت إلى «الستيدة» في شكل إعارة فهل تعتقد أنك قد تعود من الباب الكبير إلى الحديقة «ب» في ظل تألقك إلى حدّ الآن في مقابلات البطولة؟
عقدي مع الترجي الرياضي ينتهي في موفى جوان القادم وقد كانت سعادتي عارمة عندما إتصل بي مسؤولو فريق «باب سويقة» وأعلموني برغبتهم في تمديد عقدي مع النادي لفترة إضافية وهو ما سيحفزني للإجتهاد أكثر خلال المرحلة القادمة لأعود بقوة إلى الترجي الرياضي وأحقق معه ما عجزت عنه في السابق .
ماهو أقصى ما يمكن أن يحققه الملعب القابسي خلال الموسم الرياضي الحالي؟
بدون مبالغة أعتقد أن هذا الموسم سيكون إستثنائيا بالنسبة إلى «الستيدة» ذلك أن فريقنا يضم في صفوفه عدة عناصر تمتلك مخزونا كرويا محترما جدا كما أن فريقنا سيستفيد كثيرا من عنصر الانسجام الموجود بين أغلب لاعبيه ذلك أن الستيدة تضم في صفوفها عدة لاعبين سبق لهم اللعب جنبا إلى جنب في صفوف الترجي الرياضي ولا ننسى كذلك الدور الكبير الذي يقوم به المدرب البرازيلي «روباتينهو» حيث جعلنا نشعر براحة نفسية كبيرة جدا.
لاحظنا مؤخرا أن أكثر من فريق تقدم بإحتراز ضد مشاركتك مع الفريق على خلفية قضيتك القديمة والتي تتعلق بإتهامك بتناول مادة مخدرة؟
شخصيا كنت أتمنى أن تعترف الفرق التي احترزت على مشاركتي بقوة «الستيدة» وأن تتقبل النتيجة الحاصلة على الميدان عوضا عن القيام بمثل هذه الإجراءات خاصة أن هذه الأندية نسميها في تونس أندية كبرى وكان عليها أن تبحث عن الانتصارات في الملعب وليس خارجه أما بالنسبة لموضوع القضية فإني أستغرب كيف أن الله عز وجل يصفح عن عباده ويتجاوز زلاتهم ولكن في المقابل تصرّ بعض الأطراف على النيل من كرامتي وجعلتني أشعر بالإحباط بعد أن كنت قد أغلقت هذا الملف بصفة نهائية وقد تأثرت كثيرا خلال الأيام الماضية بحكم الحزن الذي شعرت به عائلتي وخاصة أمي وأبي وشخص آخر مقرب مني وأؤكد أنني أصبحت مستهدفا خلال الفترة الماضية من قبل بعض الأطراف وسأكتشف العديد من التفاصيل المثيرة بعد المثول أمام القضاء مع العلم أن هذه المحنة لن تزيدني إلا إصرارا على التألق وهي مناسبة لأشكر عائلتي وجماهير ومسؤولي الملعب القابسي الذين ساندوني خلال هذه الفترة.
تقمصت أزياء الترجي وكذلك النادي البنزرتي ما حكمك على ما يحدث حاليا بين الناديين؟
يؤلمني أن تتوتر العلاقة القائمة بين الفريقين وأتمنى شخصيا أن يتم تجاوزها في أقرب وقت ممكن مع العلم أن المنافسة التي حصلت بينهما خلال الموسم الماضي على لقب البطولة ساهمت بقسط كبير في هذا الخلاف.
نترك لك كلمة الختام ...فماذا تقول؟
أعد جماهير «الستيدة» بفعل المستحيل خلال الموسم الحالي في سبيل نجاح النادي وأتمنى أن تساعدني كل الأطراف على تجاوز أزمتي بسلام.