قال الروائي المصري المعروف علاء الأسواني صاحب رواية «عمارة يعقوبيان» في لقاء تلفزيوني مع الكاتب الصحفي ابراهيم عيسى على قناة (ONTV) ان المبدعين هم محور الصراع الجاري في مصر اليوم لأنهم يمثلون ضمير الأمة وفانوسها لإنارة الشعب. وكشف الروائي المصري ما يخطط له من قبل الظلاميين ودعا شأنه شأن الكاتب الصحفي ابراهيم عيسى المبدعين الى التواجد بكثافة في البرامج الحوارية التلفزيونية لأنهم أدرى اكثر من غيرهم بمن في ذلك السياسيون بشواغل المواطن وأحلامه بحكم العلاقة التاريخية التي أسس لها الابداع في التلفزيون والسينما والمسرح والغناء..
وفي تونس تكاد البرامج الحوارية التلفزيونية سواء في القنوات العمومية او الخاصة تكون في قطيعة تامة مع المبدعين حتى انه من النادر العثور على مبدع واحد بين جموع المتحاورين في البرامج التلفزيونية وكأن الحديث في الشأن السياسي او الشأن الاقتصادي والاجتماعي حكرا على السياسيين وممثلي الاحزاب. وحتى القضايا الفكرية والفنية غالبا ما تناقش في البرامج الحوارية بين السياسيين وممثلي الأحزاب وهو ما حدث مثلا في قضية معرض قصر العبدلية.
البرامج الناجحة
والواضح ان معدي البرامج الحوارية سواء في القنوات العمومية او الخاصة حتى المسؤولين في هذه القنوات لم يدركوا بعد ان البرامج الحوارية الناجحة هي التي تكون متنوّعة في ضيوفها وبعيدة عن الحزبية والجدل الحزبي المعروفة طروحاته بشكل مسبق كما يفضل استضافة اشخاص محايدين لا ممثلين عن هذا الحزب أو ذاك لأن كليهما سيقدّم رؤيته الخاصة بلا إفادة او اضافة للمشاهد ويفضل ايضا استضافة الاخصائيين في القضايا المطروحة لا المسيسين او المتحزبين الذين لا يفقهون أحيانا في القضايا المطروحة ويفضل كذلك دعوة المفكرين والكتاب والمبدعين لأن في مداخلاتهم أكثر إفادة ومعلومات وفكرة للمشاهد تكون في الغالب مختلفة ومحايدة وأكثر موضوعية من موقف السياسي والمتحزب. كما يفضل عدم تكرار الضيوف والوجوه الذين تتم دعوتهم الى البرامج الحوارية.
ملل
واذا كان المشاهد التونسي قد ملّ وكره البرامج الحوارية على القنوات التلفزيونية التونسية وبات يبحث عن الترفيه عائدا الى مشاهدة مقابلات كرة القدم، فذلك عائد بالأساس الى تكرار نفس الوجوه والضيوف والمواقف والرؤى والعراك السياسي في كل البرامج الحوارية تقريبا الى درجة أن بعض الوجوه تجدها في ثلاث قنوات تلفزيونية في نفس الليلة تقدّم نفس الكلام والأفكار.
واذا كانت البرامج الحوارية في القنوات المصرية مثلا ناجحة وأكثر متابعة ومشاهدة فلأنها تبتعد قدر الامكان عن تحويل العراك والصراع السياسي من الشارع المصري الى الشاشة الصغيرة. كما تركز في اختيار نوعية ضيوفها على الكفاءات والمختصين والمفكرين والمبدعين بالخصوص القادرين على تقديم الاضافة للمشاهد سواء كانت الاضافة معلومة أو فكرة أو أسلوب تحليل اضافة الى بساطة الطرح الذي تُقدمه هذه النوعية من الضيوف ويكون سهلا ومستساغا من قبل المشاهد.