تعد معتمدية جومين التابعة لولاية بنزرت من المعتمديات التى تمتاز بشساعة أراضيها وكثافة عدد سكانها (أكثر من 50 ألف ساكن) وتعتبر الفلاحة النشاط الأكثر حيوية بالجهة ورغم كل هذه المميزات الجغرافية والاقتصادية الهامة فإنها تعاني من عدّة مشاكل ونقائص. «الشروق» استجلت آراء الأهالي في النقل التالي: وهنا حملتنا الرحلة للقاء السيد الهاشمي العيادي (46 سنة) وهو سياسي وصاحب محل لتركيب المعادن الذي حدثنا عن الظاهرة الجديدة القديمة الا وهي ظاهرة السرقة. حيث أصبح الأهالي يعيشون حالة من الفزع والخوف لتكرار عملية سرقة المحلات التجارية ليلا وسرقة البيوت نهارا فيقول «لقد تعرّض محلّي للسرقة كما تتعرض كل ليلة بقية المحلات الى الخلع والسرقة والى حدّ هذه اللحظة لم يستطع أعوان الأمن إماطة اللثام عن المجرمين ويعود ذلك حسب رأيه الى النقص الفادح في التجهيزات للقيام بالدوريات الليلية كغياب سيارة الحرس الوطني التي لا تزال معطبة منذ أكثر من ثلاثة أشهر والنقص الحاصل في عدد الأعوان... وتعاني المسالك الفلاحية بكل من منطقة الثوامرية والزاوية والخذايرية وزرعة... من الانجرافات والانزلاقات الأرضية وتركم الحجارة مما يحول عائقا أمام الفلاحين لقضاء شؤونهم كالتزود بالمواد الضرورية من أعلاف وأسمدة أو ترويج بضائعهم من حبوب وغلال وحليب.. ولكن المعاناة تتعمق حين يتعلّق الأمر بصعوبة التنقل بالنسبة للتلاميذ حيث يقول شوقي الطالبي تلميذ بالثانوي « تبدأ رحلة المتاعب معي منذ الصباح الباكر أي الساعة الرابعة صباحا حين أستيقظ لاستقبال يوم جديد متعب حيث أقطع يوميّا حولي 3 كيلومترات من المسالك الوعرة لكي أصل محطة الحافلة والتي تغرق في الأوحال إضافة الى فيضان بعض الأودية التي تحول دون ذهابي الى المعهد في الأيام الممطرة». وتضيف سامية الخترشي تلميذة بمعهد بازينة أصيلة منطقة النحايلية فتقول «نحن نعاني من صعوبة التنقل بين مقر الإقامة ومحطة الحافلة مما جعلنا نضطر إلى الإقامة بالمبيت ونعيش غربة عن أهالينا....» وتعاني مدينة بازينة من غياب التنوير العمومي بسبب تعطل بعض المصابيح الكهربائية في أغلب المسالك الحيوية التي يعبرها التلاميذ والأساتذة خاصة للعودة الى منازلهم مساء وما يزيد الأمر سوءا هو انتشار الكلاب السائبة التي تهدّد خاصة التلاميذ الصغار الذين يدرسون بالمدرسة الابتدائية ببازينة ورياض الأطفال مما وجب التدخل السريع من السلطات المعنية للحد من هذه الظاهرة.. ولقد عاشت المنطقة يوم السبت الماضي عزلة تامة بسبب رداءة الخدمات الهاتفية المقدمة من قبل المشغلين مما تسبب في انقطاع الأنترنات وانعدام التواصل مع الآخرين ويقول في هذا الموضوع السيد لطفي النوالي مدير دار الثقافة ببازينة : «لقد عشنا يوم السبت الماضي 10/11/2012 عزلة تامة بسبب تردّي وتواضع الخدمات الهاتفية مما تسبب في فشل التظاهرة التي قمنا بها فلم نتمكن من الاتصال والتواصل مع بعض المبدعين بالجهة وخارجها... ومن المطالب الملحّة لمتساكني بازينة هي وجوب إنشاء منطقة بلدية حتى تتحسّن عدّة أمور ولعلّ أبرزها الوضع الأمني فبإنشاء مركز شرطة يمكن القضاء على عدّة جرائم كالسرقة واقتحام المحلات وكثرة مظاهر الانحراف التي تمثل مصدر خوف وهلع لدى سكان المنطقة الحضريّة.. إضافة إلى القضاء على مظاهر الفوضى كالبناءات المتداخلة.. والمحافظة على نظافة الساحات والشوارع ..ويبقى الجميع ينتظر تحقيق وعود مشروعة».