من الصعب جدا ان تجتمع السلط الثلاث في لقاء محلي وهذا ما حصل بالفعل في المقهى السياسي الذي نظمه فرع حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بالحمامات بحضور السيدة سهام بادي وزيرة المرأة والأسرة والسيد عبد العزيز كريشان المستشار الأول لدى رئيس الجمهورية وهيثم بلقاسم رئيس كتلة حزب المؤتمر بالمجلس الوطني التأسيسي بفضاء عمومي فتحت فيه الأبواب للجميع. وكان اكثر الحاضرين بطبيعة الحال من منخرطي وانصار حزب المؤتمر إلى جانب ممثلين عن بعض الحساسيات السياسية الأخرى ومستقلين. وبعد تدخلات الحاضرين التي تناولت عديد المواضيع التي اهتمت بقضايا الساعة من تداعيات احداث سليانة إلى موقف حزب المؤتمر من جملة القضايا المطروحة ومستقبل الترويكا ومحدودية صلاحيات رئيس الجمهورية ومعالجة ملفات الفساد والتجاذبات التي اثرت على تقدم أشغال المجلس التأسيسي بالدرجة المطلوبة خاصة على مستوى اعداد الدستور فقد أشار السيد عبد العزيز كريشان ان مسألة محدودية صلوحيات رئيس الجمهورية تعود بالاساس إلى عدم تكافؤ القوى بين الاطراف السياسية الحاكمة والتي أفرزتها نتائج الإنتخابات كما تساءل بدوره حول حقيقة ما يقع ترويجه اعلاميا حول كمال اللطيف وشبكاته المتعددة ومدى صحة ذلك من عدمه مضيفا ان انتفاضة سليانة قد تم قمعها وهي تعبير من اهاليها لحقيقة ما تعيشه هذه المنطقة من تهميش عانت منه على امتداد عقود من الزمن... كما أكد السيد كريشان أن المشاكل السياسية الحالية هي نتاج للتمشي السياسي المبعثر الذي عاشته البلاد لما تكونت المعارضة واعلنت عن نفسها قبل ان تتشكل الحكومة كما ان الطمع الساسي وتغليب المصلحة الحزبية الضيقة قد بدت واضحة في سلوك كل الأطراف السياسية التي كان من المفروض ان تكون قد تجمعت مع بعضها بعد الثورة ورغم ما حصل وسيحصل فقدر الجميع ترويكا واحزاب معارضة واتحاد الشغل ان يتوافقوا في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة التي تمر بها البلاد من اجل صياغة الدستور خاصة... ومن جهتها عبرت السيدة سهام بادي عن أسفها وأسف الآلاف من المواطنين من بعض اعضاء المجلس التأسيسي الذين انتقلوا إلى أحزاب اخرى لم ينتخبهم الشعب من اجلها...مبرزة انه كان من المفروض بداية القيام بالإصلاحات السياسية والإدارية منذ الأيام الأولى للثورة ولكن مع مرور الوقت تراجع الحماس الثوري كما بينت ان منظومة القوانين والإدارة كذلك لم تتغير وهذا ما أثر سلبا على عملية الإصلاح كما اعترفت رغم واجب التحفظ بصفتها وزيرة ان الحكومة الحالية فيها تفاوت واضح من ناحية الكفاءات الفردية والكفاءة في إدارة شؤون بعض الوزارات...
كما بينت أن رموز التجمع قد برزوا من جديد على الساحة من خلال وسائل الإعلام وهذا ما يثير قلق الجميع... واما السيد هيثم بلقاسم فقد اوضح ان للثورة اهداف ومطالب وهذا ما يفرض على المجلس التأسيسي تحديد ذلك مضيفا ان المجلس مطالب كذلك بتحديد الاولويات ووضع نقاط عمل وفق روزنامة واضحة للمرحلة القادمة مضيفا حسب رأيه ان امكانية اجراء الإنتخابات يوم 23 جوان 2013 ممكن إذا ما تم التسريع في اشغال المجلس التأسيسي الذي أغرقته التجاذبات الداخلية وكثرة الإقتراحات والغيابات كذلك...
وبصفته رئيسا للجنة النظام الداخلي فقد أعدوا بعض التنقيحات التي ستقدم للمجلس والتي من شأنها ان تسهم في تغيير نسق عمل المجلس نحو الأفضل...واختتمت السيدة سهام بادي جلسة المقهى السياسي بالدعوة إلى عدم التشجيع على ضرب الشرعية وضرب مؤسسات الدولة لأن ذلك فيه خطر كبير على امن واستقرار البلاد وداعية في الوقت نفسه ان يكون المواطن ورقة ضغط لتحسين عمل الحكومة معتبرة ان المواطن يتحمل بدوره قسطا في فشل بعض جوانب العمل الحكومي.