بحضور أغلب مكونات المجتمع المدني والسياسي التقدمي بالجهة الى جانب النقابيين ومناضلي الاتحاد العام التونسي للشغل انتظمت يوم الأحد الفارط بدار الاتحاد الجهوي للشغل بالمهدية تظاهرة عمالية حاشدة لانجاح الاضراب العام الوطني الذي تقرر كامل يوم الخميس 13ديسمبر. وقد تناول الكلمة السيد عبد الله العشي الكاتب العام للاتحاد الجهوي الشغل بالمهدية مؤكدا أن الاضراب العام الوطني ليس غاية واختيارا، بل كان دفاعا عن المنظمة الشغيلة على اثر الاعتداء الهمجي الذي استهدف المقر المركزي بساحة محمد علي وتعنيف موظفيه ومناضليه وقياداته من النقابيين والذي نظمته ونفذته يوم 4 ديسمبر الماضي بسابق اصرار وترصد «رابطات حماية الثورة».
وأوضح أن ما حدث يندرج في سياق مخطط منهجي يهدف للقضاء على الاتحاد ومنظمته متعدد الحلقات تمثل في رمي القمامة في بطحاء محمد علي وبعض دور الاتحادات الجهوية والمحلية، والاقدام على حرق البعض منها، واتلاف محتوياتها والاعتداءات المتكررة على النقابيين وتشويههم.
وفي رده على المطالبين بتطهير الاتحاد وتنصيب قيادة جديدة ومحاسبة رموزه، ورميهم بالفساد شدد الكاتب العام الجهوي للشغل بالمهدية على أن الاتحاد هيكل منتخب ديمقراطيا، ووحدها القواعد لها الحق في سحب الثقة وان الاتحاد هوأول من طالب بمحاسبة الفاسدين لكن الملفات بقيت مجمدة بل العكس ما حصل فالفساد تفاقم في البلاد حسب التقارير الدولية، معتبرا أن هذه الاعتداءات التي لم تحدث في تاريخ البلاد حتى أيام الاستعمار هي محاولة لاجتثاث الاتحاد، واغتيال حشاد مرة ثانية، وتنكرا لدور الاتحاد الوطني ابتداء من حركة التحرير الوطني الى سقوط الدكتاتورية في 14جانفي والمظلّة التي كانت تحتمي بها القوى الديمقراطية من التسلط والقمع.
كما طالب بحل ما يسمى بلجان حماية الثورة التي أثبتت الأحداث التي عاشتها بلادنا في الأشهر الأخيرة أنها مليشيات تتحرك بأمر من قيادات حزبية معروفة للاعتداء على كل من يخالفها الرأي، محملا الحكومة مسؤولية تفشي كل مظاهر العنف التي تمارس ضد كل مكونات المجتمع المدني بما فيها الاتحاد العام التونسي للشغل. وفي آخر كلمته أثنى الكاتب العام الجهوي للشغل بالمهدية على التفاف النقابيين حول منظمتهم العتيدة الاتحاد العام التونسي للشغل، مقدرا عاليا نجاح التحركات الاحتجاجية بالجهة يوم 5 ديسمبر من خلال المسيرات والتجمعات العمالية، ونجاح الاضرابات العامة الجهوية يوم 6 ديسمبر والتي أبرزت تجذّر المنظمة في الوجدان الشعبي التونسي.