قامت الوكالة الوطنية للوقاية الصحية والبيئية للمنتجات مؤخرا بتحليل أدوية متنوّعة تعرض على قارعة الطريق وفي الأسواق الموازية على أنها توفّر العلاج لأمراض مختلفة منها ما يكثر في الشتاء على غرار «الروماتيزم» وأخرى في شكل «تيزانا» وأعشاب خصصت للتخسيس، وقد أثبتت نتائج التحاليل أنها شديدة الخطورة على الصحّة. هي «صيدليات» كاملة تباع فيها الادوية مع البخور مع العطور... بأسعار متفاوتة تبدأ من 5 دنانير لعقاقير التخسيس وتصل الى 20 دينارا... في هذه «الصيدليات» الوهمية تعرض «الأدوية» على أنها ناجعة لأمراض العصر من سكري وكلى وحبّ الشاب والعجز والبرود الجنسي وبعضها يروّج على أنه فعّال لعلاج أمراض القلب والكبد... نراها باستمرار على قارعة الطريق.
وقد قامت الوكالة بتحليل أغلبها طيلة الاشهر الاخيرة فاتضح أنها مضرّة وخطيرة على الصحة وقد تتسبب في مضاعفات تعكّر من صحة مستعمليها نظرا لاحتواء جلّها على مواد ممنوعة عالميا مما يجعل مستعملها حسب ما ذكرته لنا السيدة هادية قويعة من الوكالة، يشعر بمضاعفات جانبية (على غرار كثرة التبوّل...) وذلك لايهامه بأن الدواء كان له مفعول واضح على المرض في حين أن حالة المريض تزيد سوءا وتوعّكا.
وقد يتطوّر مرضه الى أمراض أخرى باعتبار احتواء تلك الحشائش على مكوّنات أدوية كمياتها غير مدروسة على غرار «الأنلڤان» وغير متلائمة مع المرض وبعضها ممنوع استعماله عالميا.
المؤسف أن بعض الفضائيات العربية تشجّع على استهلاك بعض هذه الأوية التي تصل الى أسواقنا بطرق غير شرعية وغير مراقبة مما يجعل بعض المواطنين يستهلكونها ظنا منهم أنها لا تحتوي في مكوّناتها سوى على أعشاب في حين أنها تضم مكوّنات طبيّة بصفة غير علمية. كما أن ظروف صنعها غير مضمونة.
سألنا بعض الذين أقبلوا على شراء هذه «الأدوية» في الأسواق عن سبب اللجوء إليها فقالت احدى الفتيات (35 سنة) إن زيادة وزنها الملفتة جعلتها تجرّبها باعتبار أن سعرها معقول واعتبرت أنه في كل الحالات لن تضرّها «التيزانا» فهي أعشاب عادية إن لم تنفع لن تضرّ... شابة أخرى كانت تقلّب علبة دواء «حبّ شباب» وكلّها أمل في أن ترى هذا الحل السحري السريع يقضي على هذه الحبوب الحمراء التي شوّهت وجهها قائلة إن مثل هذه المراهم تجد إقبالا لدى الفتيات اللاتي لا يملكن معلوم الأدوية الباهظة لعلاج هذا المرض لدى الأطباء المختصين... بعض مرضى السكري الذين تحدّثنا إليهم عبّروا لنا عن امتعاضهم من شرب أدوية الأمراض المزمنة التي استعملوها لسنوات وهم يبحثون عن حل نهائي لهذه الامراض حتى يقطعوا صلتهم بالأدوية التي وصفها لهم أطبّاوهم والتي فرض عليهم استعمالها يوميا...
لكن مهما كانت الأسباب لابد من التنبيه الى أن هذه «الصيدليات» المعروضة على قارعة الطريق لارجاء من الشفاء وراء استعمالها... بل إن مضارها لا تحصى قد تذهب الى حد الاصابة بأمراض جديدة لا قدر ا& ولعل أكثر ما يثير الشك حولها أسعارها الزهيدة الى جانب ما أظهرته نتائج تحاليل الوكالة الوطنية للوكالة الصحية والبيئية للمنتجات.