كشفت جريدة «le monde» الفرنسية عن قائمة تضم 400 دواء منها ال«بيافين» وال«ريناتيول» مصنعة بمواد حافظة يمكن أن تسبب السرطان وهي مواد تعرف بالبارابان «parabénes» وتستعمل حسب الصحيفة بالخصوص في تصنيع مواد التجميل وفي صناعة الأدوية والمواد الغذائية كما تستعمل هذه المادة الحافظة أيضا في صناعة مستحضرات الأطفال وأدوية السعال وفي تصنيع المضادات الحيوية على غرار «zinnat» وأدوية علاج ارتفاع حرارة الجسم والأوجاع وتواصل الصحيفة استعراض مضار هذه المكونات الحافظة المستعملة في قائمة ال 400 دواء إذ تشير إلى نتائج دراسات حديثة تظهر بأن هذه المكونات قد تكون وراء ضعف الخصوبة لدى الرجال إلى جانب تسببها في ارتفاع امكانية الاصابة بالسرطان. فزاعة وبما أن جل هذه الأدوية موجود وتروج في بلادنا إتصلت «الشروق» بالدكتور محمد الأكحل مدير المركز الوطني للحذر من مخاطر الأدوية لمعرفة مدى دقة هذه المعطيات والاجراءات التي اتخذتها بلادنا لمنع ترويج هذه الأدوية. في البداية ذكر الدكتور الأسود أن المادة الحافظة ال«بارابان» تستعمل في صناعة الأدوية منذ أكثر من خمسين سنة في حين أن المواد المسببة للسرطان يتم التفطن اليها بعد عام أو اثنين على أقصى تقدير من استعمالها. وأضاف الدكتور أن الاعتماد على الصحف الكبرى لترويج أخبار حول الأدوية الغاية منه سياسية وذلك في إطار «الحرب الباردة» بين أحزاب اليمين واليسار خاصة أن فرنسا حاليا على أبواب انتخابات... وعموما هناك قنوات علمية أكثر موضوعية يتم الاعتماد عليها ولاستيفاء أحدث المعلومات في مجال الطب والأدوية واعتبر مثل هذه الأخبار مجرد فزاعة يستعملها السياسيون في الأوقات التي يختارونها. وطمأن الدكتور الأسود الرأي العام التونسي بالقول بأنه لدينا ما يكفي من الخبرات والهياكل المعنية التي تراقب آنيا أهم التطورات في العالم ومن بينها المركز الوطني للحذر من مخاطر الأدوية وهو بإتصال دائم مع منظمة الصحة العالمية وكل قرار علمي يتم أخذه بعين الاعتبار وبالتالي فإن أي شك في دواء تكون بلادنا سباقة لحذفه على غرار حذف دواء مضاد للتدخين منذ 6 أشهر قبل أن يتم حذفه في دول العالم. وعموما يضيف الدكتور لا يوجد دواء ليست له مضار فالدواء كالميدالية «له وجه وقفا» وعندما نتشاور أو نتجاوز المضار المحاسن يتم سحبه وإيقاف استعماله. الأدوية المثلية سألنا الدكتور ما دامت هذه الأدوية بها مضاعفات جانبية بالضرورة لماذا لا يتم تشجيع استعمال الأدوية المثلية «الأوميوباتي» فأجاب الدكتور الأسود بأن الأدوية المثلية لا تنفع ولا تضر إذ أنها لا تعدو أن تكون خليطا من الماء والسكر وهي خسارة للأموال دون فائدة. لكن المداواة بالأعشاب عن طريق أطباء وصيادلة مختصين لها مفعول إيجابي وهو علم قائم الذات ويجب التشجيع على اعتماده من المختصين وليس في سوق البلاط أو غيره.