ليلة أمس الأول في بطحاء محمد علي لم تكن عادية، فهذه البطحاء لم تشهد في السابق تجمعا فنيا وثقافيا مثل الذي شهدته يومها، شعراء وكتّاب وفنانون تشكيليون ومطربون وملحنون ومجموعات موسيقية التقوا في تظاهرة أطلق عليها اسم «ليلة الشموع». تظاهرة انتظمت للتعبير عن مساندة الاتحاد العام التونسي للشغل. فمنذ الساعة الثالثة بعد الظهر بدأت الجموع تتوافد على ساحة محمد علي حيث انتصبت خيمة ومضخمات صوت، وعلقت لافتات تحمل شعارات منددة بالاعتداء الذي تعرّض له الاتحاد العام التونسي للشغل يوم 4 ديسمبر الجاري، اضافة الى الاعلام الوطنية وأعلام الاتحاد.
الشموع تضيء الفضاء
في حدود الساعة الرابعة انطلقت الاحتفالات بقراءات شعرية وخطب منددة بالهجمة على الاتحاد... ثم تتالت المجموعات الموسيقية على غرار مجموعة «جسور» والثنائي لبنى نعمان ومهدي شقرون، ونبراس شمام الذي كان برفقة الفنانة الشابة عبير، كان في الموعد الفنان أسامة فرحات، والفنان أحمد الماجري، والفنانة آمال الحمروني... وغيرهم من الفنانين والمجموعات الموسيقية المختصة في الأغنية البديلة او الملتزمة، بالتوازي مع هذه العروض الغنائية، قام فنان تشكيلي برسم جدارية عبّر من خلالها عن الأحداث التي عاشها الاتحاد هذه الايام. 2 غروب الشمس بدأت الشموع تضاء شيئا فشيئا الى أن غطت كامل أرجاء ساحة محمد علي وهو ما أضفى جمالية على الفضاء نادرا ما شاهدها محيط الاتحاد...
لقاء مع العباسي
الحضور في ساحة محمد علي لم يقتصر على الفنانين الموسيقيين، بل شاهدنا جمعا كبيرا من الممثلين الذين توافدوا على الساحة مثل جمال المداني ووجيهة الجندوبي وتوفيق الغربي وفرحات الجديدي ومحمد السياري وغيرهم كثير...
كل هؤلاء الفنانين كان لهم لقاء مع السيد حسين العبّاسي الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل وعبّروا له عن تضامنهم مع الاتحاد ووقوفهم ضد العنف مهما كان مأتاه. «ليلة الشموع» كانت لحظة استثنائية وحركة نبيلة بادر بها الفنانون والمثقفون وانخرطت فيها مجموعة كبيرة من الشباب الذي توافدوا على ساحة محمد علي للتعبير عن مساندتهم للاتحاد وقيادته.