اجتمع عدد كبير من الفنانين التونسيين ليلة الثلاثاء أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل بالعاصمة مؤيدين المنظمة الشغيلة في قرار تنفيذ الإضراب العام الذي نادت به اليوم 13ديسمبر الجاري في صورة عدم توصل الاتحاد لاتفاق مع الحكومة في شأن مطالبه. الفنانون التونسيون بمختلف توجهاتهم واختصاصاتهم الفنية حملوا الشموع في بطحاء محمد علي وكانوا يغنون ويرددون الشعارات المناهضة لحكومة الترويكا ومحتجين على حزب حركة النهضة حزب الأغلبية بالمجلس الوطني التأسيسي. وقد عبر الفنانون عن غضبهم مما وصفوه بسياسة الحد من حرية الإبداع وتهميش مطالبهم من قبل سلطة الإشراف كما نددوا بالاعتداءات التي طالت عدد منهم منذ تولت حكومة "الترويكا" مقاليد البلاد. في هذا السياق أكدت الفنانة ليلى الشابي أن قرار الاتحاد العام التونسي للشغل في محله ويكفي صمتا على ما يحدث في بلادنا مشيرة إلى أن ما حدث من اعتداءات على مقر اتحاد مسألة تجاوزت الحدود ولا تغتفر. من جهتهم، وزع عدد من التشكيلين رسومات ببطحاء محمد علي تؤيد الإضراب وتذكر برمزية المكان وزعيمه فرحات حشاد كما تداول على ميكروفون الحفل مجموعة من الشعراء والمطربين منهم الفنان أحمد الماجري ولبنى نعمان ومهدي شقرون، حيث ألهبت أغانيهم أجواء "ليلة الشموع" بمقر اتحاد الشغل بالعاصمة. من الشعارات التي نادى بها الفنانون"حل رابطات حماية الثورة" ومناهضة الحكومة والتأكيد على حرية الإبداع والتعبير والعمل النقابي وبرز المسرحيون في هذه التظاهرة بمختلف أجيالهم من خلال مواقفهم الحاسمة والتي تنتصر لكل أشكال الحرية.. نضج التجربة المسرحية في بلادنا وعراقتها تجسدت في أهل مهنتها، الذين حضروا بكثافة وهو موقف ليس بجديد عنهم حيث سبق لهم أن نظموا مثل هذه الاحتجاجات حتى في فترة الحكم البائد. وأضفى أبناء المسرح التونسي على احتفالية "ليلة الشموع" رونقا خاصا وحماسا تواصل لساعات انطلاقا من الثالثة من بعد ظهر يوم أمس ودعّمت وجوه فنية عديدة هذه الوقفة منها الثنائي توفيق الجبالي وزينب فرحات ونور الدين الورغي والشاذلي العرفاوي وسماح الدشراوي والسينمائيين فتحي الدغري وخالد البرصاوي إلى جانب عدد كبير من الفنانين الشباب في مجال السمعي البصري والفوتوغرافيا وغيرها من الفنون المنضوية تحت النقابات الفنية التابعة لاتحاد الشغل. ليلة الشموع عبّرت عن مطامح الفنانين للحرية والحق في الحياة الكريمة والمواطنة لكل التونسيين وأكدت أن هناك نقاط التقاء يمكن أن تجمع فناني تونس تحت راية واحدة.. تجدر الإشارة إلى أن هذه الاحتفالية نظّمت من طرف نقابات مهن الفنون الدرامية والمهن الموسيقية والفنانين التشكيلين والمؤلفين والملحنين والسينمائيين مساندة لاتحاد العام التونسي للشغل بعد الاعتداء على مقرّه الأسبوع الماضي في ذكرى الستين لاغتيال فرحات حشاد.