احتفالا بالذكرى الرابعة والعشرين لترسيم مدينة سوسة في التراث العالمي نظم مؤخرا الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بسوسة بالتعاون مع جمعية «سوسة للمستقبل» ندوة جهوية بعنوان «المدينة العتيقة تراث عالمي في خدمة الاقتصاد والتنمية». ندوة كان من المتوقع أن يحضرها السيد مهدي مبروك وزير الثقافة ولكنه بلّغ اعتذاره عن طريق مستشاره المكلف بالتراث السيد عبد اللطيف مرابط الذي كان حاضرا صحبة السيد رضا قاسم مدير عام وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية والسيد جمال قمرة رئيس الاتحاد الجهوي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية بسوسة.
وثمّن قمرة في افتتاحه هذه الندوة مكانة مدينة سوسة التراثية وما تزخر به من معالم كما أكّد السيد مراد البحري رئيس لجنة الحرف والصناعات التقليدية بالاتحاد قيمة المخزون التراثي لمدينة سوسة وما يتطلبه من رعاية وحماية ووقفة حازمة تجاه مختلف الانتهاكات التي تلحقه ودعا إلى ضرورة تفعيل مقاربة تشاركية ضمن رؤية استشرافية للمدينة العتيقة لاستثمار هذا المخزون التراثي وتسويقه مشددا على حماية الحرف ودعم الحرفيين كجزء من منظومة تراث المدينة.
تراث «مفرنس»!
إلى جانب غياب وزير الثقافة وأيضا المندوب الجهوي للثقافة والجمعيات المهتمة بالبعد التراثي وأيضا أهالي المدينة العتيقة فقد سجلت هذه الندوة أيضا غياب مدير المعهد الوطني للتراث السيد مصطفى الخنوسي الذي كان من المفترض أن يقدّم مداخلة حول تطبيق اتفاقية التراث العالمي الثقافي والطبيعي في تونس.
فيما قدمت المداخلتان الأساسيتان الأخريان باللغة الفرنسية واتسمت بالبعد الأكاديمي الجاف تمحورت الأولى حول دور السياحة كمحرك للتنمية المستديمة لمواقع التراث العالمي أكدت فيها الأستاذة وداد المجدوب أهمية السياحة الثقافية وضرورة إيجاد الآليات الكفيلة بترسيخها والخروج من حالة التصحر الثقافي التي تشهدها مدينة سوسة رغم ما تزخر به من معالم أثرية وأبعاد تاريخية وسياحية واقتصادية داعية إلى وجوب إدراج الثقافة كشرط أساسي في التنمية المستدامة من خلال استراتيجية متكاملة واضحة ودقيقة المعالم.
من جانبها استدلت الأستاذة فائقة البجاوي رئيسة جمعية المحافظة على مدينة تونس بتجربة مدينة تونس لتفسير العلاقة القائمة بين التنمية والمدينة العتيقة وكيف تكون أداة للتنمية.
ودعا السيد رياض الحاج سعيد ممثل عن المعهد الوطني للتراث ومحافظ مدينة سوسة إلى حتمية إحداث مثال للمحافظة على المدينة العتيقة مستعرضا بعض الانتهاكات الواقعة والمهددة لمكانة مدينة سوسة التراثية.
تسعة مشاريع هي بمثابة رؤية استشرافية ستشكل نقلة نوعية لمدينة سوسة في مختلف أبعادها قدمها السيد فتحي دويك رئيس جمعية «سوسة المستقبل» وهي مشاريع سبقتها دراسات علمية من طرف مختصين قدم تفاصيلها من خلال شريط ثلاثي الأبعاد وضح هذه المشاريع ومردودها الإيجابي على المدينة والولاية ككل.
وفي لقاء ب «الشروق» أكّد السيد فتحي التجاوب الفعال الذي لقيته هذه المشاريع من مستثمرين تونسيين وخاصة من خارج تونس مضيفا «ليست لنا مشاكل تمويل فالأموال كثيرة جدا والإقبال على الاستثمار في هذه المشاريع فاق توقعاتنا ولكن ننتظر من العديد من الأطراف أن تتركنا نعمل لا غير».