واصلت جمعية «أفريكان» تدخّلاتها في كل مناطق الجمهوريّة ومناطق الشمال الغربي حيث قامت مؤخرا بزيارة مدينة تبرسق من ولاية باجة، خلال وفد يتكوّن من 20 منخرطا بمعيّة رئيس الجمعيّة. هذه الزيارة تمت يوم 8 ديسمبر 2012 وذلك لمعاينة حالة بعض المدارس الابتدائية التي تعاني من العديد من النقائص الكبيرة منذ بداية الموسم الدراسي، من أجل وضع الإصبع على الدّاء وتحديد مجال التدخّل في كلّ من المدرسة الابتدائية « عين الحمام» التي استحال الوصول إليها نظرا للحالة الرديئة جدّا للطريق، وكذلك مدرسة منطقة « أولاد مرعي» التي تبعد عن مركز المعتمدية قرابة ال7 كلم. أين وقفت الجمعيّة على الحالة المزرية للمدرسة، التي تأسّست سنة 1979، والتي تتكوّن من 4 قاعات و6 أقسام تؤمّ 132 تلميذ ا.
هذه المدرسة تعاني من عديد النقائص الفادحة والتي تحدّث عنها السيّد جلّول الجبالي مدير المدرسة مع الوفد الحاضر في بادرة لتحديد ما يمكن للجمعيّة أن توفّره لتلاميذ تلك المؤسّسة التعليميّة الضاربة في القدم.
وتتمثل أهمّ الصعوبات في نقص قاعات الدّرس التي تبقى الإدارة غير قادرة على التوزيع المنطقي للتلاميذ، من أجل الترفيع في عدد الفصول وتأمين عودة التلاميذ لمنازلهم في توقيت مبكّر يقيهم من أخطار الطريق المظلم وهجمات الحيوانات الكثيرة.
كما ان قاعات التدريس تعاني من نقص في الأدوات والكتب المدرسيّة للتلاميذ، نظرا لحالة فقر العائلات الموجودة وعدم قدرتهم على توفيرها، كما تمكّنا من الوقوف على الغياب شبه الكلّي للوسائل البيداغوجيّة الخّاصة بالإطار التربوي، فضلا عن أنّ الحواسيب السبعة التي تتوفّر بالمدرسة المذكورة معطّبة تماما وهي عبارة عن ديكور لا غير، هذا إضافة للآلة الناسخة المعطّبة منذ مدّة طويلة والتي يقع من خلالها توفير مطبوعات دعم الدروس والمطبوعات الخاصة بالامتحانات.
وفي ما يخصّ الفضاء الخارجي للمدرسة، تمثّلت الحالة الخطرة والمزرية في غياب السّور المدرسي الذي يقي التلاميذ من جميع المخاطر الخارجيّة، كما الحالة المزرية للملعب الذي يظلّ في حالة غير جيّدة لممارسة التمارين الرّياضيّة، ومن المهمّ الإشارة وأنّه حسب تصريحات السيّد مدير المدرسة والسيّد معزّ الصنهاجي (معلّم)، فإنّ المدرسة لم يقع التدخّل لفائدتها من أجل الصيانة أو التعهّد منذ سنوات طويلة، في ظلّ ما يرصد لها من ميزانيّة ضعيفة جدّا.
وحدّث ولا حرج عن حالة تحضير الأكلة المدرسيّة التي تمنح للمدارس الريفيّة، والتي يقع تحضيرها في الهواء الطلق دون مأوى يحفظ اللمجات المقدّمة، أمّا دورات المياه فلا تتوفر فيها ابواب لائقة بالإضافة الى انعدام الماء الصّالح للشراب بسبب الجمعيّة المائيّة التي قطعت الماء على المتساكنين والذي تنتفع به المدرسة في آخر خط التوزيع، وذلك لعدم قدرة بعض العائلات التي تعاني من الفقر والتهميش من خلاص المعاليم المطالبين بها..
وفي هذا الإطار كانت زيارة الجمعيّة محلّ حفاوة وترحاب من جمع المواطنين والتلاميذ، وتحدّث كلّ منهم عمّا يشغل باله من نقص في الإمكانيات والمرافق وغيرها، وإثر ذلك وفي تصريح للسيّد، أمين المنّاعي رئيس الجمعيّة،أكّد أنّ هذه الاخيرة ستتعهّد بالتدخّل لفائدة المدرسة المذكورة بإنجازات تقدّر ب20 ألف دينار من أجل تطويق اكثر ما يمكن من المشاكل التي تعاني منها هذه المؤسّسة التربويّة، إضافة إلى توفير 10 نظارات طبيّة لمستحقّيها من التلاميذ، وتوزيع معونات عينيّة متنوّعة فضلا عن توفير 264 من الاحذية لفائدة جميع تلاميذ مدرسة « أولاد مرعي» .
