ظهر مدرب المنتخب الوطني سامي الطرابلسي في بحر هذا الأسبوع في أحد البرامج التلفزية الرياضية وتحدث بلغة الواثق مؤكدا أن المنتخب سيبلغ الدور نصف النهائي في «كان» جنوب إفريقيا 2013. وإن لا نشك في تصميم الطرابلسي على تحقيق إنجاز قاري جديد يحفظه التاريخ فإن الظروف الصعبة التي يعرفها المنتخب الوطني في الوقت الراهن قد تجعله في ورطة حقيقية مع أحباء «نسور قرطاج» إذا أخلف وعده خاصة أنه لا أحد أجبره على إعلان هدفه في «كان2013» وكان بإمكانه القول بأن فريقنا الوطني سيذهب بعيدا في هذه المسابقة القارية لذلك لا نعرف إن كان يملك الوسائل التي تخول له فعلا تحقيق ما وعد به أم أنه نطق بذلك الكلام كرد فعل على الأشخاص الذين قال إنهم يحاولون إزاحته من منصبه بما أن الطرابلسي تبنى مؤخرا نظرية «المؤامرة».
تجري الرياح
إن الظروف التي تمر بها حاليا عناصرنا الدولية والتي من المنتظر أن تمثلنا في «كان» جنوب افريقيا هي ظروف صعبة جدا وهو ما قد يجعلها لا تكون في أوج الجاهزية لتحقيق ما سطره الطرابلسي إذ عجز لاعبو المنتخب المحترفون في فرنسا عن التواجد في قائمة الهدافين العشرة الأوائل للبطولة الفرنسية ولم ينجحوا أيضا في إفتكاك مكان ضمن قائمة العشرة الأوائل على مستوى التمريرات الحاسمة حيث لم يسجل المهاجم صابر خليفة أي هدف منذ الجولة الثامنة ووضع زميله في فريق إيفيان زهير الذوادي في قائمة المغادرين وظهر زميلهما إيهاب المباركي في ست مناسبات فحسب في تشكيلة النادي وتراجع عدد الدقائق التي لعبها لاعبنا الدولي جمال السائحي مع مونبليه بعد أن تعرض في وقت سابق إلى عقوبة الإقصاء وذلك على عكس الموسم الماضي عندما خاض 30 مباراة وتحصل مع فريقه على بطولة فرنسا.
سهرات الدراجي
من جهته عجز أسامة الدراجي المحترف في صفوف «سيون» السويسري عن فرض نفسه في تشكيلة الفريق بعد أن شغلته السهرات الصاخبة وخلافاته مع الإيطالي «غاتوزو» وذلك رغم البداية القوية لهذا اللاعب مع الفريق السويسري حيث منح عدة تمريرات حاسمة لرفاقه لكنه سرعان ما تراجع مردوده بعد أن وقع ترسيمه مع الاحتياطيين ومن جانبه قاطع حمدي الحرباوي مهاجم لوكارن البلجيكي الشباك منذ الجولة 15 (دون اعتبار جولة نهاية الأسبوع الحالي) واكتفى بتسجيل أربعة أهداف في الموسم الحالي مقابل ما لا يقل عن 12 هدفا لبعض المهاجمين الأفارقة الناشطين في هذه البطولة مثل الغمبي «إبراهيم سافاناه» والكونغولي مبوكاتي...أما بالنسبة إلى ثنائي المنتخب الوطني المحترف في صفوف الكويت الكويتي والمتكون من عصام جمعة وشادي الهمامي ورغم تألقهما فإن مستواهما الفني قد يكون تأثر نتيجة النسق المتواضع للكرة الخليجية والآسياوية عموما ولا نظن أن تلك الأهداف التي سجلها الهداف التاريخي للمنتخب عصام جمعة في شباك فرق مثل اليرموك والعربي والشباب ..ستكون مقياسا حقيقيا لتحديد جاهزيته لمديد المساعدة لنسور قرطاج في «الكان»
صعوبات محلية
المشاكل التي تواجهها عناصرنا الدولية شملت العديد من الأسماء الأخرى على غرار وسام يحيى الذي تغيب عن المباراة السابقة لميرسن التركي في إطار الكأس... وتواجه العناصر الناشطة في البطولة المحلية بدورها عدة صعوبات حيث لم يتخلص المدافع شمس الدين الذوادي من مخلفات الإصابة التي تعرض لها وعجز مهاجم النادي الصفاقسي فخر الدين بن يوسف عن تسجيل أي هدف مع فريقه في سباق البطولة ولم يظهر يوسف المساكني الذي مثل ورقة رابحة في «كان» 2012 إلا لمدة 90 دقيقة خلال الفترة الماضية (دون إعتبار مباراة الأمس) بسبب العملية الجراحية التي خضع لها مؤخرا.
غياب المنح وشد وجذب بسبب التحضيرات
مشاكل المنتخب الوطني شملت أيضا التحضيرات بما أن المكتب الجامعي لم يحدد مكان التربص (الإمارات وقطر) إلا بعد الكثير من الشد والجذب كما أن لاعبي المنتخب لم يتحصلوا إلى حدّ الآن على بقية منحهم الخاصة ببلوغهم الدور ربع النهائي في «كان» 2012.
مخبر للتجارب
لم يعد يفصلنا عن «كان» جنوب إفريقيا سوى أيام قليلة ومع ذلك لم يحدد الطرابلسي إلى الآن ملامح التشكيلة الأساسية للفريق في هذه المسابقة القارية بل إنه حوّل المنتخب إلى مخبر للتجارب بما أنه يعتزم الوقوف على إمكانيات وهبي الخزري الذي ينشط في «باستيا» الفرنسي خلال التربص القادم للمنتخب وذلك بعد أن فشل في إقناع اللاعب المتألق في الدوري الفرنسي وسام بن يدر المحترف في صفوف تولوز بما أن الطرابلسي تحول إلى فرنسا لجلب بن يدر لكنه عاد في نهاية الأمر بموافقة لاعب آخر وهو وهبي الخزري.
مبالغة
قال الطرابلسي إن حارس المرمى يمثل 50 ٪ من القيمة الفنية للفريق ونعتقد أنه بالغ في هذا الأمر بما أنه لوسلمنا بصحة ماقاله مدرب المنتخب فهذا يعني أن حارس منتخب الأرجنتين «ناري ألبرتو» قد ساهم بنسبة 50 ٪ في حصول منتخب «التانغو» على كأس العالم عام 1986 فبكم ساهم إذن مارادونا وبقية رفاقه في هذا التتويج العالمي؟
تناقض
يؤكد الطرابلسي بأنه من غير المنطقي أن تتم دعوة لاعب للمنتخب لمجرد نجاحه في تسجيل هدف أو هدفين مع فريقه ويبدو كلام الطرابلسي متناقضا في هذا الصدد بما أنه وجه الدعوة إلى لاعب النادي الصفاقسي الفرجاني ساسي رغم أنه لم يسجل سوى هدفا واحدا مع فريقه كما أنه تجاهل مثلا المهاجم حمزة يونس المحترف في رومانيا ويؤكد في المقابل أنه سيواصل التعويل على عصام جمعة وشادي الهمامي لأن المستوى الفني للكرة الآسياوية محترم كما أن هذا الثنائي شارك في كأس الاتحاد الآسياوي.
«كلام الليل يمحوه النهار»
كل هذه المعطيات عن منتخبنا الوطني تجعلنا أمام سؤال كبير وهو هل أن الطرابلسي سيحقق ما وعد به أم أن ذلك الكلام الذي نطق به يندرج في خانة «كلام الليل يمحوه النهار» بما أنه قاله خلال الليلة الفاصلة بين الثلاثاء والاربعاء؟ ولا يسعنا إلا أن نقول له «إن غدا لناظره قريب».