قبل أيام قليلة من استئناف المحادثات الدولية بشأن الملف النووي الايراني وفي محاولة للتشويش المسبق عليها زعمت مصادر أمريكية واسرائيلية أن ايران بدأت اجراءات عملية لصنع أكثر من عشرين قنبلة نووية. واعتبر «مراقبون غربيون» أن طهران لم تعد مهتمة باستمرار محادثاتها النووية مع أمريكا والغرب، وذلك لأنها لم تعد بحاجة الى عنصر الوقت اللازم لمواصلة برنامجها النووي، الذي تستهدف به في النهاية الوصول للقنبلة.
مزاعم للتشويش
وحسب مصادر استخبارات موقع «ديبكا فايل» «الاسرائيلي» وكذلك ما نشرته صحيفة «وول ستريت جورنال» فان معلومات سرية أفادت بأن لدى ايران الآن كمية من مادة البلوتونيوم تكفي لصنع 24 قنبلة من النوع الذي ألقته الولاياتالمتحدة على مدينة ناغازاكي اليابانية في الحرب العالمية الثانية.
وأضافت المصادر الاستخباراتية الأمريكية قولها لصحيفة «وول ستريت جورنال» ان : «ايران سحبت 136 قضيب وقود نووي من مفاعل بوشهر في منتصف أكتوبر الماضي بذريعة اصلاح وصلات معدنية، ثم أعادت تلك القضبان في الأسبوع الأخير من نوفمبر».
ويشير هذا حسب نفس المصادر الى أن الايرانيين أجروا اختبارًا معينًا استعدادًا - اذا ما قرروا ذلك - لتصنيع هذه القضبان، وتحويلها الى بلوتونيوم من النوع المستخدم في صنع السلاح النووي».
جدير بالذكر أن الخبراء النوويين الأمريكيين والروس و«الاسرائيليين» كانوا يزعمون دائمًا أن تكنولوجيا استخلاص البلوتونيوم من قضبان الوقود مكلفة جدًّا ومعقَّدة، وفي غير متناول قدرة ايران.
أنهاء المأزق
وجاءت «المزاعم» قبل جولة جديدة من المحادثات الدولية حول «النووي الايراني» يفترض أن تنطلق الشهر القادم. وفي هذا الاطار بالذات قال وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي أمس انه يجب البحث عن وسيلة لانهاء حالة الجمود بين ايران والقوى العالمية بشأن برنامج طهران النووي.
ونقلت وكالة الطلبة الايرانية للانباء عن صالحي قوله «خلص الجانبان الى أن عليهما الخروج من الجمود الراهن لكنه لا يعرف متى ستجرى الجولة التالية من المحادثات».
وهدّدت اسرائيل التي يعتقد أنها الدولة الوحيدة التي تملك ترسانة نووية في الشرق الأوسط بالتحرك عسكريا ضد ايران اذا فشلت الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية التي تستهدف وقف انشطة تخصيب اليورانيوم الايرانية في انهاء النزاع.
وتجري في اسرائيل الشهر القادم انتخابات تشريعية وتقول تقارير متطابقة ان فوز رئيس الوزراء الحالي بنيامين نتنياهوسيكون بمثابة بدء العد التنازلي الفعلي لهجوم اسرائيلي على ايران بما أن نتنياهوكان حدد بنفسه مهلة حتى الربيع أوالصيف المقبلين قبل المرور الى ما أسماه «الحل العسكري» مع ايران.
وقد أعلن كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية هيرمان ناكيرتس نهاية الأسبوع الماضي أنه عقب محادثات مع مسئولين ايرانيين في طهران فانه يتوقع أن يتم التوصل الى اتفاق مع ايران حول المسائل العالقة بشأن برنامجها النووي المثير للجدل وذلك فى شهر جانفي من العام .2013 وصرح ناكيرتس أمام الصحفيين في مطار العاصمة النمساوية فيينا أنه قد تم الاتفاق على اللقاء مجددا مع المسئولين الايرانيين فى السادس عشر من جانفي المقبل حيث من المتوقع أن يتم وضع اللمسات الأخيرة على طريقة تعامل المنظمة في ما يتعلق ببرنامج ايران النووي وأن يتم البدء في تطبيق ذلك بعد فترة قصيرة.