عقدت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة بالتعاون مع جامعة الزيتونة أمس الخميس الاجتماع الرابع للمجلس الاستشاري الأعلى للتقريب بين المذاهب الإسلامية. وأبرز الدكتور عبد الحميد عبد الله هرامة ممثل (الإسيسكو) أن العالم الإسلامي اليوم منقسم ومتنازع وقد جعلت السياسة من مذاهبه مواقع للصراع ومصادر للفتن والخلافات بعد أن كانت في فترات التقارب مصادر للتنوع الثقافي الإيجابي وكانت ثوابتها المشتركة جامعة لشمل الأمة وعاملة على وحدتها وألفتها.
وبين أن هدف (الإسيسكو) في هذه المرحلة يتمثل في جمع ثلة من علماء الأمة وحكمائها في مجلس استشاري يتدارس حال الأمة وأوضاع مذاهبها في أتون هذه المرحلة العسيرة خاصة أن دورهم يقتضي إلى جانب قادة الفكر والسياسة في مقاومة المخاطر التي تتربص بمقدرات الأمة ومقومات وجودها.
واستنكر الدكتور عبد الجليل سالم رئيس جامعة الزيتونة توظيف القوى الدولية للصراع المذهبي من أجل الإطاحة بالأمة الإسلامية وتمزيقها كما تم في العراق وسوريا حيث وقع تكريس الصراع المفتعل بين السنة والشيعة وتغذية الفرقة تحت شعار إبليس ينهى عن المنكر.
وأوضح رئيس جامعة الزيتونة أن مشاكل الأمة الإسلامية تتمحور حول التأويل أي تأويل النص بما يعني أنه عنوان ثراء فكتابها حمال للوجوه وللمعاني وبالتالي فالخلاف رحمة لأنه ليس في الأصول.
ودعا الدكتور علي محيي الدين القره داغي أمين عام الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى تضافر الجهود لقطع دابر الفتنة المذهبية وأسبابها التي تحركها الأطراف الصهيوأمريكية وتغذيها الفضائيات المشبوهة التي تبث سموم الفكر الديني الزائف. وشدد على ضرورة الصبر على الاختلاف في إطار الثوابت من أجل حماية وحدة الأمة باعتبارها أقدس شيء بعد الإيمان بالله.
وحذر الشيخ آية الله محمد محسن الأراكي من الاختلاف في الدين الإسلامي على غرار أصحاب الكتاب الذين حذر الله تعالى من الوقوع في غلطهم عندما اختلفوا في الكتاب مبرزا أهمية التكاتف الفكري لرفع تحدي الفتنة التي تواجه أمة الإسلام.
وتم خلال هذا اليوم الأول من الاجتماع عرض مشروع كتاب مدرسي عن التقريب بين المذاهب وتقديم مشروع العددين الأول والثاني من مجلة آفاق التقريب ومناقشتهما إضافة إلى طرح ورقة عمل حول الوحدة الإسلامية مبدأ ثابتا والخلافات المذهبية تنوعا وإثراء ميثاق للعمل الإسلامي الموحد.
أما اليوم الجمعة فسيشهد بلورة ميثاق الثوابت الإسلامية، تنفيذا لاستراتيجية التقريب بين المذاهب الإسلامية الداعية إلى العمل المستمر لجعل التقريب هدفا إسلاميا متجددا تعنى بتحقيقه الدول والمجتمعات الإسلامية كافة وارتقاء بثقافة التقريب المذهبي والفقهي لدى الأجيال الإسلامية وإبرازا لأسس العلاقات التكاملية القائمة بين المذاهب الفقهية الإسلامية السائدة وتفعيلا للعمل الاجتهادي وفتح آفاقه للراغبين في تطويره وتحسينه.