يعقد اتحاد الأعراف الآن أخطر مؤتمراته منذ تأسيسه في جانفي 1947 أي بعد سنة من تأسيس الاتحاد العام التونسي للشغل. المؤتمر تحيط به تحديات بالجملة وتتجاذبه صراعات كثيرة وهو ما يضع رجال الأعمال أمام ضرورة الوفاق للعبور بمنظمتهم الى برّ الأمان. ينعقد مؤتمر الأعراف وسط تجاذبات انتخابية حادة وأيضا وسط تجاذبات سياسية تشق صفوف النواب والمنخرطين وينعقد المؤتمر (الذي يعتبر أكبر تجمع لرجال الاعمال والتجار التونسيين) في ظل ظروف اقتصادية صعبة وفي ظل ظروف «خاصة» يمرّ بها عدد كبير من رجال الأعمال التونسيين منذ 14 جانفي 2011.
على مرّ عقود طويلة كان اتحاد الصناعة والتجارة تابعا للسلطة الحاكمة وكان تحت هيمنة الحزب الحاكم وكان عاجزا في كل الأحوال على التخلص من تلك التعبية ولكن تلك التبعية وتلك الهيمنة لم تمنع اتحاد الصناعة والتجارة من الدفاع عن حقوق رجال الاعمال وعن التجار وعن الحرفيين.
حسابات
لكن على عكس اتحاد الشغل وجد اتحاد الصناعة والتجارة نفسه بعد 14 جانفي 2011 في مواجهة عاصفة كادت تؤدي الى انهياره ودخل رجال الاعمال حينها في تصفية حسابات وفي تجاذبات وفي صراعات حادة جعلت المنظمة على كف عفريت وجعلتها تكون فريسة لحسابات سياسية وأطراف كان هدفها الهيمنة على اتحاد الأعراف بكل الوسائل...
بعد 14 جانفي 2011 فقد الكثير من رجال الاعمال ثقتهم في المنظمة وفي اتحادهم وكان على العديد منهم خاصة الذين يلاحقهم القضاء بتهم مختلفة مواجهة مصيرهم وحدهم دون اتحاد يدافع عنهم وقادر على اقناع السلطة وعلى التحاور معهم.
وتحول الصراع داخل اتحاد الصناعة والتجارة الى الجهات والى الاتحادات الجهوية دون ان تكون تلك الصراعات بعيدة عن التجاذبات السياسية والحسابات الحزبية ونوايا الهيمنة والتوظيف.
وفاق
يحتاج الآن اتحاد الاعراف الى وفاق حقيقي بعد ان نجح في الفترة الماضية في تجاوز خطر الانهيار وهو نجاح يحسب لرئيسته الحالية وداد بوشماوي التي أظهرت الكثير من الشجاعة للمحافظة على المنظمة وأبدت حنكة كبيرة في التسيير ونجحت في التعامل مع كل الاشكاليات التي ظهرت وحرصت على ان تجمع حولها أبناء المنظمة.
هذا النجاح الذي حققته وداد بوشماوي على رأس اتحاد الأعراف جعلها تكون المرشحة الاكثر حظا في المؤتمر الانتخابي الذي سيعقد يوم 17 جانفي القادم وسيشارك في التصويت 2300 نائب.
أبدت وداد بوشماوي خلال هذه الفترة حكمة كبيرة في تسيير المنظمة تعتمد على تجاوز كل الصراعات والتجاذبات التي برزت وأدركت ان قوة المنظمة في أن تبقى قيادتها فوق كل الصراعات.
ويرى المراقبون الآن أن المؤتمر سيكون منعرجا جديدا في مسيرة اتحاد الأعراف وقد يؤسس لمرحلة جديدة من تاريخ هذه المنظمة التي أسسها الشيوعيون في أربعينات القرن الماضي.
تاريخ اتحاد الأعراف
تأسس الاتحاد في جانفي سنة 1947 تحت اسم اتحاد نقابات الصنايعية وصغار التجار بالقطر التونسي. كانت مبادرة تأسيسية من طرف مجموعة من الشيوعيين التونسيين.
رؤساء الاتحاد
أوّل رئيس لاتحاد الاعراف كان محمد شمام ثم محمد بن عبد القادر من 1948 الى 1960 ثم الفرجاني بالحاج عمار الى غاية سنة 1964 ثم عزالدين عاشور ومن جديد الفرجاني بالحاج عمار من 1971 الى 1988 ثم الهادي الجيلاني الى غاية سنة 2011.
المؤتمرات
المؤتمر الاول: 16 17 جانفي 1947 المؤتمر الثاني: 14 16 أفريل 1948 المؤتمر الثالث: 17 19 سبتمبر 1951 المؤتمر الرابع: 8 10 أفريل 1955 المؤتمر الخامس: 31 أكتوبر 1960 المؤتمر السادس: 23 25 نوفمبر 1963 المؤتمر السابع: 13 15 أفريل 1972 المؤتمر الثامن: 12 14 مارس 1975 المؤتمر التاسع: 24 26 ماي 1980 المؤتمر العاشر: 4 6 سبتمبر 1985 المؤتمر الحادي عشر: 29 31 سبتمبر 1990 المؤتمر الثاني عشر: 29 30 نوفمبر 1995 المؤتمر الثالث عشر: 23 25 نوفمبر 2001 المؤتمر الرابع عشر: 21 22 نوفمبر 2006