لئن حظي المسلخ البلدي ببنزرت بأهمية كبرى فإنه تحول إلى وصمة سوداء في وجه البلدية وإلى كارثة حقيقية تفتك بصحة المواطنين بسبب افتقاره لأبسط الشروط الصحية الواجب توفرها فيه لذا يدعو العاملون به وأهالي مدينة بنزرت إلى التدخل. «الشروق» ارتأت زيارة المسلخ البلدي ببنزرت هالنا لحظة دخولنا ذلك الفضاء الشاسع منظر الذبائح وهي تسبح في برك كبيرة من الدماء والرفث وكان في الغرفة المقابلة أحشاء ورؤوس الذبائح وقد اختلطت بالفضلات الحيوانية كان مشهدا مقززا. وعند سؤالنا العاملين هناك عن سبب عدم تنظيف الأرضية من الدماء والأوساخ أجابوا بأنه لا يوجد خراطيم الماء المضغوط للتنظيف باستمرار كما أن قنوات تصريف المياه مكسرة.
كما لا يخفى الصدأ الذي يعلو كل الأواني مثل «البسكولة» وهي لوزن اللحم و«الشناقل» وهي لتعليق الذبائح وغيرها من الأدوات التي اعتلاها الصدأ ولم تعد صالحة للاستعمال لأنها تهدد صحة المواطنين من جهة وسلامة العاملين هناك من جهة أخرى وقد أفادنا الكثير منهم أن قلوبهم تتوجس خوفا من مغبة سقوط بعض الأدوات الصدئة عليهم كما اشتكوا من عدم وجود أبواب في حجرات ملابسهم ومن الصدأ الذي اعتلى خزائن الملابس والأفظع من هذا وذاك هو تحويل جزءا منه إلى مستودع للخردة وهو ما يهدد صحة المواطنين خاصة مع انعدام ثلاجات كبيرة لخزن اللحم خاصة صيفا.
قد تقف العبارات في وصف مدى خرق هذا المسلخ لمقتضيات السلامة ومدى مخالفته لشروط الصحة لكن صورته أصدق من كل تعبير وأقوال العاملين هناك أصدق شاهد إذ أكد جزار سابق في المسلخ كمال بن حسين بأنه خرج منه اقتناعا منه بأن «المسلخ وكر للأوساخ والجراثيم وخوفا من إمكانية سقوط الأدوات البالية عليه» ويقول: «يجب غلق المسلخ لتهديده سلامة المواطنين والعاملين هناك ويجب بناء مسلخ آخر لأن الحالي ليس إلا موطنا للأوبئة». ويؤكد أن الطبيب البيطري السابق أحمد مرابط لم يدخر جهدا في المطالبة بتحسين المسلخ.
وفي لقاء مع الطبيب البيطري أكد أنه يراقب اللحوم بمعية فني سامي ويختم بطابع بلدي اللحوم الجيدة لكننا لاحظنا أن الطابع هو الآخر يستوجب رميه في مستودع الخردة وتعويضه بآخر ويقول الطبيب بأنه»ليتسنى له أداء واجبه على أكمل وجه يجب توفر عدة شروط صحية بالمسلخ». أما نائب رئيس البلدية محمد الدالي فأكد أن مسؤولية افتقار المسلخ للشروط الصحية تعود للمستلزمين ويؤكد بأنه لن يغض النظر على كل ما يتبع البلدية.