تعدّ الفرقة المسرحية القارة بصفاقس التي تأسست سنة 1965 أول الفرق المسرحية المحترفة بالبلاد التونسية. حيث مثلت سابقا في صفاقس نواة صلبة للمسرح الجهوي المحترف بجهة صفاقس ورغم حلّها في 18 مارس 1995 بقرار وزاري ظالم بعد انجازها لحوالي 45 عملا مسرحيا. الا أنّ الذاكرة الجماعية في صفاقس لم تنسها ولم تمحُ السنوات أعمالها التي ظلّت شاهدة على العصر في أذهان كلّ مثقفي تونس.
ولعلّ الجميل في الأمر أن أهل القرار الثقافي في صفاقس أعادوا احياءها من جديد هذه الأيام من خلال معرض الحركة المسرحية بصفاقس الذي انتظم بعقارب وأشرفت عليه المندوبية الجهوية للثقافة وجمعية المهرجان الدّولي الأوّل للطّفولة والشّباب ودار الثقافة بعقارب، اذ أعاد الجمهور من خلال الأطفال والشباب خُصوصا اكتشاف أعمال الفرقة المسرحية القارّة على غرار «عشّاق» للمخرج عبد الحميد جليل سنة 1965. و«زواج الأمير» للراحل يوسف الرقيق سنة 1974.
وصولا الى أعمال لزهر البوعزيزي سنة 1991 وغيرها من الأعمال التي بقيت محفورة في ذاكرة عشاق المسرح في صفاقس خصوصا وتونس عموما.
وللتذكير فقد تداولت على ادارة هذه الفرقة العريقة أسماء تعتبر رموزا للمسرح في تونس مثل جميل الجودي وعبد اللطيف بن جدّووحسن الزّمرلي والمنصف السويسي ويوسف الرقيق والمنجي بن ابراهيم وكمال العلاّوي وتوفيق عبد الهادي.
من جهة أخرى تضمّن معرض الحركة المسرحية بصفاقس مختلف الأنشطة المسرحية بالولاية عموما على غرار مهرجانات المسرح المدرسي والجامعي ونوادي ودور الثقافة والمهرجانات المسرحية المختصّة مثل مهرجان ربيع المسرح المحترف ومهرجان عامر التونسي لمسرح الهواة ومهرجان مسرح التمثيل الهاوي ببئر علي بن خليفة، وملتقى مسرح الطفل بمعتمدية الغريبة.
الى جانب عرض كامل أعمال المركز الوطني للفنون الدرامي والركحيّة بصفاقس ومختلف الأنشطة المسرحية بالمعتمديات.
المعرض من جهته لم يُهمل أيضا انتاجات القطاع الخاصّ التي أثرت المشهد الثقافي بولاية صفاقس مثل «شركة المسرح الشامل» و«شركة فسيفساء» وغيرهما.
بقي أن نشير الى أنّ هذا المعرض الأنيق مثّل حدثا ثقافيا لعشاق المسرح لأنه ربط الماضي بالحاضر ووثق العديد من الأعمال الناجحة على غرار انجازات الفرقة المسرحية القارة بصفاقس.