كلهم كانوا هناك... نعم كل من ساهم في صناعة التجربة المسرحية التونسية كان حاضرا في معرض «مائة عام من المسرح التونسي» مساء الجمعة 13 نوفمبر في قصر خير الدين في المدينة العتيقة الذي افتتحه السيد عبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث بحضور عدد كبير جدا من أبرز الوجوه المسرحية التونسية. هذا المعرض الذي أشرفت عليه اللجنة الوطنية لمائوية المسرح التونسي وأعدّه مجموعة من المسرحيين والمؤرخين يتقدمهم الاستاذ علي بلعربي والدكتور أبوبكر خلوج والسيدة منى نور الدين وعبد المجيد الاكحل ومنصف شرف الدين... يعتبر أكبر عملية توثيق للمسرح التونسي منذ ولادة التجربة، فهو تأريخ بالصورة والاكسسوار والمقال الصحفي للمدوّنة المسرحية التونسية وتجاربها الكبرى وقد قدم السيد الوزير بكلمة ل «كتالوغ» المعرض أكد فيها على أن الوفاء للرواد هو أيضا التزام بدعم المجددين وهو أساس اختيار سيادة الرئيس زين العابدين بن علي للاحتفال بمائوية المسرح التونسي. من الروّاد الى علي بن عياد تركز المعرض على خيط ربط أساسه العلاقة بين الروّاد الذين كانوا يمارسون الهواية المسرح الى علي بن عياد باعتباره أبرز المجدّدين وما تلاه من تجارب مسرحية في الفرق الجهوية التي كان جميل الجودي ومنصف السويسي أبرز روّادها والفرق الخاصة التي كانت مجموعة المسرح الجديد أول من أسس لها. فمن فرق «النجمة» و«الجوق التونسي المصري» وجمعيات الآداب والشهامة العربية وقدماء الممثلين والتمثيل العربي والمسرح الكاملي والتقدم العربي ولدت التجربة المسرحية التونسية وصولا الى تأسيس الفرقة البلدية التي تعدّ اللحظة الاهم في مسيرة المسرح التونسي إذ كانت أول تجربة احتراف في تاريخ المسرح. رموز وفرق المعرض اهتم بتدوين المسيرة المسرحية لعدد من الرواد مثل محمد الحبيب وأحمد بوليمان ومحمد بورڤيبة والبشير المتهني وخليفة السطنبولي وحمادي الجزيري ومحمد عبد العزيز العڤربي وحسن الزمرلي وحمدة بالتيجاني وعلي بن عياد ومنصف السويسي ومحمد ادريس كما دوّن مسيرة الفرق الجهوية الكاف وڤفصة وصفاقس والقيروان والمهدية وسوسة والمسرح الخاص مثل المسرح الجديد وفاميليا والشراع وفي المسرح العضوي ومسرح الارض والديدحانة والمسرح المثلّث والتياترو والسندباد وأرتيس والمسرح اليومي ومسرح الافق وفنون وثقافة الى جانب المسرح الوطني والمسرح الجامعي والمدرسي ومسرح الهواة وفرقة الاذاعة للتثميل. المسرح والتلفزة من العناصر المهمة في هذا المعرض وضع برمجة خاصة لبث المسرحيات التي سجلتها التلفزة في النادي الثقافي الطاهر الحداد وهذه المسرحية التي أشرف على اختيارها المخرج عبد المجيد الجلولي وهذه المسرحيات هي «الزير سالم» و«عطشان يا صبايا» لمنصف السويسي و«عمار بالزور» لعبد القادر مقداد و«كلام الليل» لتوفيق الجبالي و«دون جيون» لمحمد ادريس و«ساكن في حي السيدة» لرجاء بن عمار ومنصف الصايم و«غسالة النوادر» ومحمد علي الحامي «لفاضل الجعايبي» و«تراصيد باليو» لنور الدين الورغي. نقائص المعرض على أهميته وجديته وإتقانه الفني لم يخل من نقائص ومن أبرز النقائص تجاهل بعض التجارب المهمة جدا في مسرح الهواة مثل جمعية فرقة بلدية دوز للتمثيل وجمعية مسرح التجريب بمدنين وآفاق المسرح بڤابس ومسرح الحلقة وغيرها وفي الشركات الخاصة تم تجاهل تجارب مثل «سي تار» التي تعدّ احدى التجارب المهمة في العشرين عاما الاخيرة وتوقفت التجربة بتعيين الاسعد بن عبد الله مديرا في مركز الفنون الدرامية والركحية بالكاف وكذلك تجربة «زاد الفنون» التي تعمل بانتظام منذ سنة 1996 الى الآن وغير ذلك من التجارب مثل أنس لفنون الركح. الأكيد أن هذا التجاهل لم يكن مقصودا بالمرة وسيتم تجاوزه قريبا.