مرة أخرى تكسب هاجر بن نصر الرهان لتحلّق عربيا ب«قنص» الجائزة الكبرى في مسابقة الوثائقيات التلفزيونية للدورة الخامسة عشرة لمهرجان اتحاد إذاعات الدول العربية ب«نساء الثورة» مساء أمس الأول. هاجر بن نصر التي نحتت نجاحها بأظافرها تتوفر على مسيرة مفعمة بالعطاء الابداعي التلفزيوني المتنوع من أشرطة ذات صبغة ثقافية وتاريخية وأخرى ذات صبغة اجتماعية وصنف ثالث بصيغته البيئية الى جانب الأشرطة الخاصة بالأطفال.
صاغت هاجر بن نصر بعين تلفزيونية مبدعة محطات هامة من تاريخ تونس وكان «نساء الثورة» العمل الابداعي التوثيقي الذي مثل نقطة ملفتة للانتباه ومضيئة في الدورة الخامسة عشرة لمهرجان اتحاد اذاعات الدول العربية بحصده الجائزة الكبرى بالاجماع.
ف«نساء الثورة» يعمل على إبراز دور المرأة التونسية في صنع ثورة الخضراء لكنه يستشف نضالات المرأة اليوم من تاريخ لم يبخل بإهداء شعبه منارات من المناضلات التونسيات عبر التاريخ والعصور.
وجاء في تقديم الفيلم المتميز أنه «ينطلق من خلال رصد لعلامات تركتها حواء المناضلة على أرض الخضراء.. فيعود الى أشكال مختلفة من نضالات المرأة عبر التاريخ وكفاحها المستمر من أجل أهدافها».
تنطلق حكايات النضال مع عليسة مؤسسة قرطاج ولا يغفل الفيلم المرور بأسماء نحتت نفسها ضمن الفاعلين.. إنها نضالات الجازية الهلالية.. والسيدة المنوبية وعزيزة عثمانة وأم البنين الفهرية وصولا الى السيدات المناضلات في عهد الاستعمار..
وفي مرحلة ثانية توقف هذا الفيلم الوثائقي «.. عند مناضلات ساهمن في صنع ثورة تونس من خلال تاريخ نضالي لم يولد اليوم بل وراءه عقود من الكفاح ومشبع بالقيم والمبادئ ومؤمن بالحرية والديمقراطية..».
مزجت هاجر بن نصر من خلال المخرج الحبيب المسلماني بين التوثيق المرئي لمناضلات بين الأمس واليوم ورصد للشهادات الحية من خلال لقاءات واستجوابات ومواكبة لجزء من نضالات حوّاء التونسية.. تلك المرأة التي تخفي وراء نعومتها ورقّتها روح كفاح ونضال.. تتأجّج نارا في وجه الظلم والقهر. إنهن «نساء الثورة» جويدة قيقة وراضية النصراوي وآمال الحمروني وأم زياد وميّة الجريبي وغيرهن كثير.. عملت على جمعهن هاجر بن نصر وفي إخراج للحبيب المسلماني ويصغن مسيرة نضالية خالدة لنساء رفضن العبودية فكان إعلان التمرّد والانتصار للنور.