بادرت جمعية أكسيجين بغنوش بالتعاون مع جمعية صيانة الواحة بشنني وبمساهمة البنك العالمي ومركز تونس الدولي لتكنولوجيا البيئة بتنظيم ورشة تكوينية حول «صياغة المشاريع» يوم 22 ديسمبر الجاري احتضن أشغالها المعهد الثانوي ابن الهيثم بغنوش. الورشة حضرها ممثلون عن الجمعيات ذات الصبغة البيئية والتنموية وغير الحكومية بالجهة.
هذه الدورة التكوينية التي تهدف إلى مزيد تنمية قدرات المشاركين في كيفية تشخيص الأوضاع البيئية والتنموية وتعميق معارفهم في مجال صياغة المشاريع أشرف على تنشيط أشغالها الأستاذ أنور بن ميمون حيث بادر بإعطاء توضيحات ضافية عن بعض المفاهيم المرتبطة بالعناصر الأساسية لدورة الصياغة المرحلية وأكد أن تجسيد فكرة المشروع مرتبط بنتيجة التشخيص الدقيق للمشاغل البيئية والتنموية بالمنطقة وتحديد أهمها بالاعتماد على معطيات إحصائية ودراسات ميدانية كما استعرض التقنيات الواجب استخدامها للوصول إلى تحقيق الأهداف المباشرة لكل محور إلى جانب التطرق إلى كيفية التسيير والمتابعة والتقييم الموضوعي بالتركيز على المؤشرات والخدمات المساعدة بغية تحقيق المرامي العامة للمشروع في مدّة زمنية مضبوطة وبعدد محدد من العناصر البشرية والمادية . ثم قدم تفاصيل ضافية عن كيفية إعداد الوثيقة الفنية المعتمدة للمشروع الذي يخضع لإدارة موحدة ضمن أهداف جلية وواقعية بدءا من بلورة الفكرة إلى التخطيط والإنجاز وأبرز أن هذه الوثيقة تتضمن معطيات شاملة ومدعمات موثقة لمختلف مراحل تنفيذ مكونات المشروع . وختم الأستاذ أنور بن ميمون تدخله بعرض نماذج خطط من المشاريع ضمن عديد المراحل انطلاقا من تقييم الوضعية الأولية وتحديد مؤشرات المتابعة وطريقة تنفيذ نتائجها ونتائج الأهداف المرحلية والنهائية والوقوف على الإشكاليات والحلول الملائمة إلى جانب ضبط المجموعات المستهدفة والمنتفعين بتدخلات المشروع ووسائل التحقق بالإضافة إلى إعداد الميزانية ووصولا إلى تحرير وثيقة المشروع . كما عدد المشاريع القابلة للتمويل من طرف الصندوق العالمي للبيئة على غرار التنوع البيولوجي والتصحر والانجراف والسياحة البيئية والتغيرات المناخية وغيرها.
وخلال تدخلاتهم أكد أغلب المشاركين على صعوبة الحصول على مصادر التمويل مما يعيق إنجاز المشاريع . كما أٌثار البعض كيفية إيجاد مسالك الدعم المالي ضمانا لتأمين تنفيذ المشروع والاستفسار عن بعض المفاهيم الغامضة. وفي لقاء الشروق ببعض المشاركين أشار أحمد الحمداني(عضو بجمعية واحة العلوم بالمطوية) إلى أن هذه الدورة التكوينية كانت فعلا مفيدة من خلال ما إكتسبناه من دعم لمعارفنا خاصة ما يهم آلية البحث عن مصادر التمويل وأعرب عن ارتياحه لحسن التنظيم داعيا إلى التكثيف من حلقات التكوين لفائدة مسيري الجمعيات وكان يأمل أن تتضمن الورشة عروضا تطبيقية لنماذج من المشاريع.وأثنت السيدة عرفه (رئيسة جمعية النهوض بالمرأة العربية بقابس) على مضمون هذه الدورة التكوينية وكيفية التعامل مع المنظمات الحاضنة فيما أبدت تحفظها من اللغة الفرنسية المعتمدة في التواصل بين منشط هذا اللقاء والحاضرين وهو ما يعيق فهم عديد المصطلحات الفنية خاصة وأن أغلب المشاركين حديث والانتساب للنشاط الجمعياتي ، فيما يؤكد إبراهيم حجاج (رئيس جمعية البوابة للبدائل التنموية بغنوش) أن هذه الورشة كانت في مجملها طيبة خاصة على مستوى التنظيم مستحسنا دور مثل اللقاءات التكوينية في مزيد تأهيل وتأطير القائمين على النشاط الجمعياتي ملاحظا أن طريقة التواصل لم تستجب بشكل جيد لتطلعات الحضور نظرا لأن الورشة لم تكن تتميز بتفاعلية نشيطة وهو ما يتطلب تخصيص ورشات مصغرة في كيفية إعداد نماذج مشاريع ومناقشتها لتمكين المشاركين من استيعاب مراحل ومنهجية الإعداد انطلاقا من الفكرة إلى غاية الإنجاز .ومن جانبها تأمل نزيهة الدريدي (رئيسة جمعية نخوة للمرأة والأسرة بالمطوية) أن تحقق هذه الورشة التكوينية الإضافة المطلوبة للناشطين في النسيج الجمعياتي مما يساعدهم على تحسين دورهم ضمن المجموعة.