أدانت قوى سياسية مصرية مجددا أمس دعوة نائب رئيس الحزب الحاكم لليهود المصريين بالعودة إلى وطنهم مصر مستنكرة بشدة اتهامه للزعيم الراحل جمال عبد الناصر بطرد اليهود من مصر. وقال الدكتور أحمد دراج القيادي بحزب الدستور: «تصريحات العريان بشأن عودة اليهود المهاجرين إلى إسرائيل للعيش في مصر، عبثية وسقطة جديدة للإخوان الذين هاجموا الدكتور محمد البرادعي رئيس الحزب، بعد إدانته الهولوكوست، وهم الآن يدعون يهود إسرائيل للعيش في مصر، وأعتقد أن مثل تلك التصريحات جاءت لتغازل الغرب وأمريكا، وإظهار الإخوان كما لو أنها متسامحة، في الوقت الذي حرمت فيه بعض قياداتها تهنئة الإخوة الأقباط شركاء الوطن».
مشروع أمريكي
كما استنكر القطب اليساري عبد الغفار شكر وكيل مؤسسي حزب التحالف الشعبي الاشتراكي والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني تصريحات الدكتور عصام العريان، مبديا دهشته وصدمته الشديدة، مضيفا «أنا مندهش حقيقةً، فالبلد يغلي ويعاني أزمات اقتصادية وسياسية، ويأتي العريان ليتذكر اليهود المصريين؟، على الرغم أنه ليس وقته وليس الأمر مطروحا للنقاش على الساحة من الأصل، ليس لدي تفسير لتلك التصريحات وعلى العريان أن يوضح».
فيما أعرب أحمد بهاء الدين شعبان المنسق العام للجمعية الوطنية للتغيير والقيادي بجبهة الإنقاذ الوطني عن دهشته الشديدة من تصريحات العريان خاصة ما اعتبره تلميحا إلى اتهام الزعيم الراحل جمال عبد الناصر بطرد اليهود المصريين، مؤكدا أن اليهود المصريين هاجروا لإسرائيل على إثر مخطط صهيوني لجذب اليهود من كل دول العالم لتأسيس وطن قومي لهم، مؤكدا أن اليهود المصريين المهاجرين انفصلوا تماما عن التراث المصري وقبلوا أن يكونوا في دولة مغتصبة.
كما أدان أبو العز الحريري المرشح السابق لرئاسة الجمهورية تصريحات العريان، متهما جماعة الإخوان بتنفيذ مشروع أمريكي لحل المشكلة الصهيونية العربية على حساب أرض مصر - بحسب قوله.
وأضاف الحريري «تلك التصريحات في ذلك التوقيت تتفق مع المادة 145 في الدستور الجديد والتي تتيح لرئيس الجمهورية الحق في مباشرة المعاهدات التي تتعلق بحقوق السيادة وتغيير حدود مصر باعتبارها من حقوق السيادة، بعد موافقة ثلثي أعضاء مجلسي الشعب والشورى، مما قد يترتب عليه تنفيذ المخطط الأمريكي المزعوم تحت مسمى «الشرق الأوسط الجديد».
وتساءل الحريري: لماذا لم يوجه العريان نداءه بالعودة لمصر لكل المصريين المهاجرين في الخارج؟ ولماذا خص منهم اليهود تحديدا؟، مضيفا باستنكار «كان أولى للعريان أن يدعو كل يهودي للعودة إلى بلاده الأصلية وترك فلسطين حتى يعود اللاجئون الفلسطينيون الى أراضيهم، لكن دعوته بعودة اليهود المصريين تساهم في تدعيم موقف الصهيونية وهى دعوة مريبة وغير وطنية لأن اليهود المصريين رحلوا وحصلوا على كل حقوقهم ولم يعد لهم شيء بمصر».
خرف سياسي
من جانبه وصف الحقوقي محمد زارع رئيس المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، إن تصريحات الدكتور عصام العريان، نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، حول المطالبة بعودة اليهود المصريين الذين سافروا منذ سنوات طويلة لإسرائيل، خرف سياسي - على حد وصفه.
وأكد زارع أن هدف مثل هذه التصريحات هو مغازلة الغرب وإسرائيل، رافضا أن تصبح على حساب الأمن القومي المصري، مطالبا بتوقف مثل هذه التصريحات غير المسئولة، على حد قوله.
ودعا زارع، عصام العريان بقراءة التاريخ جيدا، رافضا تشويه تاريخ الحقبة المصرية، خصوصا عندما تساءل الأخير لماذا الرئيس عبد الناصر طرد يهود مصر؟، قائلا -والحديث ل «زارع» :«الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كان وطنيا ومصر كانت أمانة بين يديه واستطاع الحفاظ عليها، فلا يجوز تشويه التاريخ».
كما دعا زارع، العريان وحزب الحرية والعدالة بالاعتذار عن مثل هذه التصريحات، وألا يخلط الأوراق، حيث مثل هذه التصريحات سوف تفتح المجال أمام قضايا تعويضات اليهود التي قد تصل للمليارات، في ظل غياب ضمانات لحفظ الأمن القومي لمصر.
وتساءل زارع كيف تخرج مثل هذه التصريحات من نائب رئيس حزب يحكم البلاد حاليا، مؤكدا أنها تهدف إلى لفت الأنظار للبحث عن دور له في هذه المرحلة، معتبرا أن السكوت عن مثل هذه التصريحات تعد جريمة.
من جهته قال حافظ أبو سعدة الناشط الحقوقي أن مطالبة الدكتور عصام العريان «بعودة اليهود المصريين إلى مصر بعد طردهم في عصر جمال عبد الناصر» كلام خطير جدا لأن القيادي الإخواني يعبر عن اتفاقيات سرية أو اتجاهات ما لحل المشكلة الفلسطينية على حساب مصر.
وأشار أبو سعده إلى أن تصريحات العريان قد تتسبب في مسائلات قانونية دولية لمصر ينتج عنها عقوبات دولية، حيث أنه من الممكن أيضا تعويضات مالية على مصر باعتبار العريان هو أحد مستشاري الرئيس مرسي، و الكيان الصهيوني بارع في مقاضاة أي دولة يثبت إنها أهانت اليهود.