كنت أمام التلفاز أتابع برنامج ريحة البلاد المباشر على القناة الوطنية الثانية وكان الحوار في آخر البرنامج مع أحد الضيوف حول تفشي ظاهرة تعاطي المخدرات عند الشباب خاصة وانعكاساته الخطيرة على الفرد وعلى العائلة وعلى المجتمع وطرق الحد من هذه الظاهرة. وقد طالب مقدم البرنامج من ضيفه رغم أهمية الموضوع الذي شدني شخصيا إضافة دقيقة وحيدة احتراما لموعد النقل المباشر لأشغال الجلسة العامة للمجلس الوطني التأسيسي...لتطل علينا السيدة محرزية العبيدي النائبة الأولى لرئيس المجلس التأسيسي ورئيسة الجلسة التي أعلمت الحاضرين من النواب بتأخير موعد انطلاق الجلسة إلى الساعة العاشرة صباحا طبقا للنظام الداخلي وذلك لعدم اكتمال النصاب القانوني للحاضرين.
وهذا ما أثار احتجاج أحد النواب فأخذ الكلمة وعبر عن استيائه لتواصل مسلسل الغيابات والتأخير في موعد انطلاق الجلسات وماله من تأثير سلبي على التقدم في الأشغال مقترحا تعيين انطلاق الجلسة مستقبلا في الساعة الثامنة صباحا حتى تنطلق الأشغال في التاسعة صباحا فردت عليه السيدة محرزية قائلة «التاسعة هي التاسعة وسيتعلم النواب شيئا فشيئا احترام الوقت وحتى اذا انطلقت الجلسة في العاشرة أو الحادية عشرة صباحا فنحن نعرف كيف نستثمر الوقت».
عفوا يا سيدتي لقد آلمتني بردك والأكيد أنك قد آلمت العديد من النواب المنضبطين أيضا والآلاف من المشاهدين الذين استمعوا إليك وأنت تدافعين عن المتغيبين المتأخرين الذين لا أظنهم أنهم سيتعلمون احترام الوقت..
يا سيدتي لقد انتخب الشعب هذا المجلس يوم 23 أكتوبر 2011 ولا يوم 23 أكتوبر 2012 ولا أظن أن النائب الذي لم يتعلم احترام الوقت بعد أكثر من سنة سيتعلمه خلال الفترة المتبقية فالمثل يقول «من شب على شيء شاب عليه».
إن مقاعد المجلس التأسيسي يمكن أن نتعلم من خلالها مسائل أخرى مثل الممارسة الديمقراطية وكيفية احترام الرأي المخالف والتوافق رغم الإختلاف من أجل مصلحة البلاد والعباد.
والمطلوب ان تكون مختلف رسائل أعضاء المجلس التأسيسي ايجابية في المشاركة الفعالة واحترام الوقت خاصة وتجنب الغيابات غير المبررة كما تجدر الإشارة إلى أن الجلسة قد تأخر موعد انطلاقها بساعتين لتنطلق فعليا في الحادية عشرة صباحا.