يلاحظ المتابع لأخبار النادي الافريقي والمطلع على كواليسه أن الانفراج في الوضع العام للإفريقي سواء على مستوى النتائج أو الوضع المالي لم يرافقه النجاح الاداري بل إن الوضع ازداد سوءا. يعلم الجميع أن رئيس الافريقي يمتلك كل وسائل النجاح إلا الخبرة التسييرية ولذلك استنجد بعديد الأطراف سواء التي لها خبرة بالتسيير أو الذين لم يجدوا الفرصة المناسبة سابقا لدفع عجلة النادي ولكن كل تلك الاختيارات فشلت وكل الذين استنجد بهم السيد سليم الرياحي عادوا من الباب الخلفي ونذكر في هذا المجال مهدي ميلاد وسمير السليمي وبلحسن مالوش وآخر هؤلاء هو بسام المهري الذي أصبح يفكر في رمي المنديل. لماذا ؟
السؤال المطروح هو بالتأكيد: لماذا لا يصمد في هذا المقعد الساخن جدا أي مسؤول مهما كان وزنه وخبرته و«خبثه»؟ لماذا يرمي «البريء» المنديل بعد أن يتورّط مثلما فعل المهري؟ ولماذا يتجنّب «الفطن» الدخول أصلا مثلما فعل الآخرون.. ما هو مؤكد أن في الأمر سرّا.
في الفترة الأخيرة قاد الرجل الخفي في الافريقي والمتعدّد الأدوار في الكواليس حملة وكانت له عديد الاتصالات بالصحفيين الجاهزين للكتابة وأعلمهم أن بسام المهدي أصبح مصدر ازعاج للآخرين وأنه يتدخل في الشؤون الفنية ويحشر أنفه في ما ليس من اختصاصه ولذلك أصبحت العلاقة مع الآخرين صدامية وأكد قائد الحملة أنه هو المسكين «البريء جدا» يحاول أن يتدخّل بالتي هي أحسن وأنه يلعب «دورا ملائكيا» ولأن الأفارقة يعلمون جيدا مستوى المهري وأخلاقه و«خجله» فإنهم لم يصدقوا وأكدوا أن في الأمر «إنّ وأخواتها» وربما أيضا أبناء قبيلتها. أمر يدبّر بليل
ما هو مؤكد أن الرباعي المتكون من مراد قوبعة ونبيل الكوكي وسفيان الحيدوسي ومجدي الخليفي أصبحوا بمثابة الرجل الواحد في الافريقي وهذا بالإمكان أن ننظر إليه من زاويتين الأولى إيجابية جدا لأن العاملين في فريق ما يجب أن يكونوا متحدين والثانية سلبية جدا لأنه بالإمكان أن يجتمعوا على «ضلالة» وبالتالي يرفضون كل شخص آخر لا ينظر الى مصلحة النادي من نفس الزاوية وهذا ينطبق فعلا على بسام المهري «المختلف» ولذلك اتحدوا لإقصائه كلاّ بطريقته..
أما نبيل الكوكي فيتذمّر سرّا من تدخل المهري في شؤونه الخاصة ويتجلى ذلك في الحضور المستمر لكل حصص التمارين والاطلاع على كل كبيرة وصغيرة ويسعى الى اخفاء هذا التذمّر علنا وأما قوبعة فقد كانت له اتصالات مريبة ببعض الصحفيين الذين أعلمهم أنه يريد أن يطلعهم على أمر ما لكنه يطلب بكل لطف عدم النشر وهذا ينطبق عليه المثل التونسي غير المعروف ربما الذي كانت تردّده جدّتي رحمها اللّه «يا زبدة عسّي على الكسكسي» والأكيد أننا لن نجد أي أثر لهذه الزبدة بعد ثوان إذا وضعناها على الكسكسي الساخن والحقيقة أن قوبعة اقتسم المهمة مع الخليفي وتمّ توزيع الأدوار حتى يتصل كل واحد بالصحفي الذي يرى أنه بالإمكان التأثير عليه، في حين فضّل سفيان الحيدوسي الاكتفاء بالفرجة وهو الطرف الأذكى لأنه فضّل أن تحصل الفائدة بأقل مجهود ممكن وحتى ان اتصلت به يعلمك أن الكوكي هو الذي تزعجه تدخلات المهري أما هو فإن الأمر لا يعنيه كثيرا ويعلمك بحياد غير واضح أن مصلحة الافريقي تفرض عدم التدخل في شؤون المدرب.
الرجل المناسب في المكان غير المناسب
ختاما لا بدّ من التأكيد أن هذه الكلمات لا تدخل في إطار الدفاع عن بسام المهري أو الانحياز له لأن هذا الأخير لا يمكنه الصمود في هذا المنصب وهو في الحقيقة غير قادر على ملء هذا الكرسي الهزاز لأن المدير الفني لا يمكن أن يكون بمواصفات المهري الذي يغلق هاتفه الجوال بمجرد الاصطدام مع أحد العاملين تحت سلطته أو التلويح بالانسحاب بمجرد صدور مقال في صحيفة.
المهري رجل نظيف ونزيه ما في ذلك شكّ، لكن بإمكانه أن يفيد الافريقي في مراكز أخرى بعيدة عن مركز القيادة مثل مركز المكلف بالاشراف على انتدابات الشبان أما تسيير الأكابر فيجب أن يكون لرجل يفرض قراراته دون أن يلتفت الى الخلف والأكيد أن السيد سليم الرياحي سيتفطّن الى ذلك.