تعدّ عمادة قرقور من معتمديّة عقارب حوالي 16 ألف ساكن وتمتدّ على مسافة جغرافيّة كبيرة تلامس معتمديتي طينة شرقا والمحرس غربا ورغم هذا الموقع وعدد السكان الا أنها تعاني صعوبات بالجملة لعلّ أهمها النقل. ولئن قام أهلها بعديد الوقفات الاحتجاجية سابقا مطالبين بتسريع التنمية واعداد برنامج واضح لاصلاح البنية التحتيّة المهترئة لهذه العمادة فان الوقت يمر ودار لقمان على حالها وسكان المنطقة يعانون الأمرين بفعل النقص الواضح لوسائل النقل التي تصل العمادة بمركز معتمدية عقارب حيث أصبحت المنطقة معزولة بالكامل أومن حيث الصعوبات التي يواجهها تلاميذها الذين يدرسون أغلبهم بمعتمدية المحرس .
ويشتكي التلاميذ من تأخر الحافلات التي تخصّصها الشركة الجهوية للنقل بصفاقس ذهابا وايابا فالتلاميذ يضطرون للانتظار ساعات طوالا عند العودة وخصوصا أيام الامتحانات ممّا مثّل عائقا كبيرا لأغلبهم.
وفي نفس الاطار طالب سكان منطقة قرقور بتعبيد الطريق الموازية للوطنيّة عدد1 والتي تربط صفاقس الكبرى والمحرس عن طريق بوعكّازين حتى تسهل عملية التنقل ويتم تخفيف الضغط على الطرق الوطنيّة التي تشهد حوادث مرورية بالجملة بسبب الضغط اليومي، مع العلم أنّ هذه الطريق تمرّ عبر عمادة قرقور ويمكن أن تمثّل شريانا للمنطقة وتفك عنها العزلة.
تلاميذ عمادة قرقور بدورهم وبعد المصاعب في التنقل الى معاهد المحرس وبدرجة أقل عقاربوطينة يأملون في برمجة معهد ثانوي يخفّف عنهم معاناة التنقل ومشقة السفر واهدار الوقت. اذ لا يعقل أن يظلّ حوالي 16 ألف ساكن في عمادة تضمّ 5 مدارس ابتدائيّة بلا معهد أواعدادية على الأقل.
وبعد حل معضلة ماء الشرب في المنطقة الذي تكلّفت به الجمعيات المائية رغم ارتفاع سعره يأمل أهالي قرقور في برمجة دار ثقافة لشباب الجهة ومركز للحرس الوطني وكذلك تطوير مركز الصحّة الأساسية بالمنطقة لتقريب المرافق العمومية من الناس لتخفيف حدّة عزلة الأهالي خصوصا مع تفاقم غياب وسائل النقل الخاص والعام.
من جانب آخر لا تزال «بريتش غاز» تمثل مصدر قلق للمنطقة بفعل عوامل التلوّث وانبعاث الغازات التي لها انعكاس سلبي على صحة المحيطين بالشركة على غرار قرقر ونقطة والشفار وقد عبّر بعض سكان قرقور عن عدم تمكين الشركة للشبان المعنيين بالتعويضات المناسبة خصوصا وأنّ الضرر حاصل.
كما اقترح البعض مساهمة «بريتش غاز» في تحسين البنية التحتيّة للتعويض عن الضرر ورغم مساهمة الشركة لبعض تلاميذ الجهة فانّ ذلك يعتبر غير كاف.