يواصل المنصف المرزوقي اليوم استقباله للأمناء العامين للأحزاب السياسية في مكتبه الرئاسي بقرطاج وذلك للتباحث بشأن مقترحه المتعلق بتنظيم ندوة للحوار الوطني بين الأحزاب..فهل ينجح في مسعاه؟.
وكان المرزوقي قد استهل سلسلة هذه اللقاءات باستقباله صباح أمس لمحمد بنور الناطق الرسمي باسم حزب التكتل من أجل العمل والحريات ثالث أحزاب الترويكا الحاكم. وبالرغم من دعوة الصحفيين لتغطية هذه اللقاءات فإن أحد مستشاري الرئيس قرّر منع الإعلاميين من الحصول على تصريحات ضيوف قرطاج وسط حالة استياء كبرى من قبل الباحثين عن المعلومة. هذا القرار منع الصحفيين من الحصول على تصريح من بنّور حول فحوى لقائه بالرئيس بالإضافة الى عدم تمكنهم من الحصول على أي تصريح من مية الجريبي الأمينة العامة للحزب الجمهوري أبرز أحزاب المعارضة ورفيقها أحمد نجيب الشابي رئيس الهيئة السياسية للحزب. بعد ذلك سُمِح للإعلاميين بالحصول على تصريحات وكان أول المتحدثين للإعلام محمد عبو الامين العام لحزب المؤتمر من أجل الجمهورية.
راشد الغنوشي (رئيس حركة النهضة) : ندعم تجميع العائلة التونسيّة
دار لقائي مع الرئيس حول الحوار الوطني الذي يزمع سيادته الدعوة إليه لطرح المشاكل الكبرى في البلاد حتى يتمهّد الطريق لإجراء الانتخابات ونحن في النهضة نشاركه تماما هذه القناعة وضرورة الحوار الوطني من أجل انتخابات عامة وشفافة.
كما قال الغنوشي إنّ حزبه يدعم تجميع العائلة التونسية حول المواعيد السياسية الاساسية كما يدعم عدم إقصاء أي طرف وذلك ردا عن سؤال وُجّه اليه حول مشاركة نداء تونس في مؤتمر الحوار الوطني.
سؤال (الشروق): هل ستتنازل حركة النهضة عن وزارات السيادة إرضاء لطلبات التغيير؟ التحوير الوزاري موضوعا مازال قائما داخل الترويكا وخارجها ولم يقع الاتفاق حوله بعدُ.
محمد عبو (أمين عام حزب المؤتمر) : ضرورة التوصل إلى اتفاق حول تاريخ الانتخابات
كان لي شرف لقاء سيادة الرئيس لنطلعه على مواقفنا في حزب المؤتمر حول الوضع الحالي للبلاد واستمعنا الى مقترحه حول عقد ندوة لتجميع الأحزاب السياسية بحثا عن خروج من المرحلة الحالية. كما تحدثنا عن التعديل الوزاري وعن إدارة الائتلاف الحاكم وأكدنا أن موقفنا هو ضرورة التوصل إلى اتفاق حول تاريخ الانتخابات واعتبرنا ذلك من الأولويات والملفات المستعجلة.
سؤال (الشروق) : هل مازال حزب المؤتمر متمسكا بالتغيير في وزارات السيادة وأساسا وزارة الشؤون الخارجية؟ محمد عبو: ما نؤكده هو أنه ليس هناك أي وزارة فوق التغيير ونحن قدمنا تصورنا وسنستمع لتصور رئيس الحكومة.
الباجي قايد السبسي (رئيس حركة نداء تونس) : «تونس بخير إنشاء الله»
كان الباجي قايد السبسي الضيف الوحيد الذي رافقه المستشار السياسي عزيز كريشان خارج مكتب الرئيس وصولا الى القاعة التي يتواجد فيها الصحفيين. وبدا تجاذب أطراف الحديث بين الطرفين ودّيا. بعدها صرّح الباجي قايد السبسي بأن المحادثات مع المرزوقي كانت جدّية وفيها بحث عن آفاق للخروج من الوضع الحالي للبلاد. الباجي قايد السبسي ردّ بأسلوب طريف وذكي حول تساؤلات الصحفيين قائلا- ردا عن سؤال حول ما صرح به راشد الغنوشي بأن حزبه يدعم تجميع الكل على طاولة الحوار من ذلك نداء تونس- «ربّي يبارك فيه». وعن سؤال آخر وُجّه إليه حول مدى مشاركة حزبه، نداء تونس، في مؤتمر الحوار الوطني الذي تحدث فيه للتو مع الرئيس «مؤتمر ماذا صار هكّة الحكاية هي؟». كما ردّ مبتسما عن سؤال ثالث وجه إليه حول ابرز المواضيع التي تناولها مع الرئيس «الرئيس عندو برشا حكايات» وختم الباجي تصريحاته غير الجادة والساخرة وهو يصعد سيارته البيجو الفاخرة بالقول «تونس بخير إنشاء الله».
كمال مرجان (رئيس حزب المبادرة) : سُعدت بموقف رئيس الجمهورية الرافض للإقصاء
مبادرة طيبة جدّا خاصة من مسؤوليته كرئيس دولة وهي مبادرة تشاور وحوار بين كل الاطراف السياسية في البلاد. الوضع دقيق وصعب لذلك مطلوب الحوار لحل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وما يطرحه الرئيس مبادرة طيبة اكدنا له مساندتنا لها.
سؤال (الشروق): هل قدمتم شروطا للمشاركة في هذا المؤتمر مثل عدم اقصاء التجمعيين؟
تطرقنا لهذا الموضوع وأكد لي الرئيس انه ضد الاقصاء. واضاف مرجان الاقصاء عمل لا أخلاقي ولا قانوني ومسؤولية شخصية ولا نقبل بالإقصاء وقد سعدت بموقف رئيس الجمهورية من الاقصاء لذلك أعتبر الحديث كان إيجابيا للخروج من هذه الفترة الصعبة وطبعا سيسبق هذا المؤتمر تحضيرا جدّيّا.