قام مساء أمس الخميس عدد من المحتجين في مدينة بن قردان باقتحام مقر منطقة الامن الوطني واضرام النار فيه بعد أن انسحب أعوان الامن من المدينة بسبب نفاد الذخيرة من قنابل الغاز المسيل للدموع وعجزهم عن التصدي للمحتجين. ويذكر أن المواجهات بين المحتجين وأعوان الامن التي تواصلت على مدى ستة أيام قد بلغت ذروتها أمس الخميس الذي شهد تنفيذ اضراب عام بالمدينة. وقد أسفرت مواجهات اليوم عن 3 إصابات في صفوف المحتجين تم نقلهم الى المستشفى الجهوى ببن قردان. ونقلت مصادر إذاعية أن عددا كبيرا من المحتجين اقتحموا مقر منطقة الشرطة مما اضطر الأعوان المتواجدين داخل المقر لمغادرته فيما قام المحتجون بعمليات سلب ونهب لمحتويات منطقة الأمن قبل أن يتم حرقه فيما ترددت أخبار عن قيامهم بإطلاق سراح كافة الموقوفين. ونقلت إذاعة «شمس أف أم» أنه تم حرق سوق الخضر والغلال نتيجة الاستعمال المكثف للغاز المسيل للدموع.
ومن جانبه قال السيد سمير ناجي ضابط شرطة أول في تصريح لإذاعة تطاوين إن أعوان الأمن حاولوا الدفاع عن مقرهم الامني غير أن ضعف الامكانيات حالت دون ذلك. وأشار سمير ناجي إلى أن ما يعانيه ابناء معتمدية بنقردان من تهميش وظلم اجتماعي كان من المفروض أن تكون الحلول المقترحة سياسية وتنموية لأن الأحداث التي تلت ثورة الحرية والكرامة بينت أن الحلول الأمنية أثبتت ثورة 14 جانفي عدم جدواها على حد تعبيره.
ومن جانب آخر عبر سمير ناجي عن عدم استعداد العناصر الأمنية لإزهاق أرواح مواطنين يطالبون بالتنمية والعدالة الاجتماعية ويعتبر ناجي أنها من المطالب الاساسية التي جاءت بها الثورة قائلا في هذا الصدد «إنه لا مجال لإطلاق الرصاص الحي». كما أشار الضابط سمير ناجي إلى أن كافة الوحدات الأمنية انسحبت من مدينة بنقردان إلى حدود مساء أمس الخميس.