أعرب الحاكم الأمريكي السابق للعراق المحتل الجنرال المتقاعد جي غارنر عن اعتقاده بضرورة إبقاء الولاياتالمتحدة على وجودها العسكري في العراق «بضعة عقود مقبلة»، لكنه أثار شكوكا حول خطط القوات الأمريكية هناك وحول الخطط الحالية لإعادة إعمار العراق. وقال «أعتقد أن أهم الأشياء التي نستطيع عملها الآن هو البدء في الحصول على حقوق إقامة قواعد في شمال وجنوب العراق لتوفير مجالات واسعة للتدريب العسكري» موضحا «أعتقد أننا نريد الاحتفاظ بفرقة على الأقل في الشمال، فرقة قادرة على دعم نفسها بنفسها بحيث تكون أكبر من فرقة عادية.» وأشار غارنر في لقاء مع بعض الصحفيين إلى زيادة حجم الجيش الأمريكي وقوات المارينز (مشاة البحرية) في العراق بزيادة توسيع القوات البرية. وحذر من أن الضغط الموجود حاليا على الحرس الوطني وقوات الاحتياط المنتشرة في العراق وأفغانستان قد يشل الجهود الرامية إلى الاحتفاظ بجنود ذوي خبرة. وكان وزير الدفاع الأمريكي دونالد رامسفيلد ذكر أمام لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ يوم الأربعاء أن التقارير التي تتحدث عن ضغوط على قوات الاحتياط مبالغ فيها. واشار غارنر إلى أن المناطق التي يتواجد فيها جنود مشاة ومارينز في العراق لم تشهد أعمال عنف يومية ومشاكل أمنية، كتلك التي تحدث في مناطق عراقية تتواجد فيها وحدات آلية وميكانيكية تابعة للجيش وقال «إن الجنود في الوحدات الميكانيكية الذين يدربون على أن لا يبتعدوا كثيرا عن عرباتهم، لا يمكن أن يكونوا فعالين في بغداد مثل دوريات جنود المشاة الراجلين.» وردا على سؤال حول فترة بقاء قوات الاحتلال الأمريكي في العراق قال «آمل أن يكونوا هناك لزمن طويل» موضحا أن عدد تلك القوات يمكن أن يقلل في كل مرة يتم فيها تنشيط كتيبة أو لواء من الجيش العراقي لتولي العمليات الأمنية. وأضاف أنه ينبغي أن ترابط وحدات عسكرية أمريكية في الجوار «أشبه بقوة 911 (رقم إنذار الطوارئ الهاتفي في الولاياتالمتحدة) لدعم الجنود الذين نضعهم في الشوارع» العراقية وقال إن بعض الجنود ينبغي أن يعملوا كمستشارين لزيادة تدريب وتطوير قوات الأمن العراقية من وراء ستار. واشار غارنر إلى إنشاء قواعد بحرية أمريكية في الفلبين في أوائل القرن الماضي مما سمح للولايات المتحدة بالاحتفاظ ب «وجود قوي في منطقة المحيط الهادئ» وقال «بالنسبة لي فإن هذا ما ينبغي أن يكون عليه العراق في العقود القليلة المقبلة.. ينبغي أن يكون لنا شيء ما هناك.. يعطينا وجودا كبيرا في الشرق الأوسط. وأعتقد أن هذا سيكون ضروريا.»