شهد ليلة أمس الأول بالسجن المدني بالمرناقية حالة من الفوضى والاحتقان ومواجهات بين بعض المساجين وأعوان السجون بسبب نتائج العفو التشريعي العام بمناسبة ذكرى 14 جانفي 2011. «الشروق» انتقلت صباح أمس على عين المكان لمعرفة ملابسات هذه الواقعة إذ أن الأجواء لم تكن عادية حيث شهدنا تعزيزات أمنية مكثفة تحيط بالسجن حيث تواجد أعوان الحرس والجيش وكذلك أعوان التدخل وسيارات الحماية المدنية وغيرها الى جانب وجود عدد كبير من عائلات المساجين الذين كانوا في غرف الانتظار لزيارة أبنائهم ولتقديم «القفة».
تكتم شديد
توجهنا الى بعض أعوان التدخل لمعرفة الرواية خاصة أنه وصلتنا في البداية معلومات مفادها تعرض عدد من السجناء الى الاختناق بالغاز والحرق فما كان منهم الإ التكتم الشديد والنفي التام لهذا الأمر فتوجهنا الى مسؤول رفيع المستوى بالسجن لمحاولة معرفة الحقيقة وتفاصيلها فأجابنا أن الوضع طبيعي وأن المساجين بخير وأنه لا يوجد أي مشكل مضيفا أن عائلات المساجين بصدد زيارة أبنائهم.
بعد أن تعذر علينا الحصول على المعلومة من مصدرها الرسمي توجهنا الى العائلات التي كانت بصدد انتظار زيارة أبنائها فتم إعلامنا من قبلهم بأن بعض المساجين احتجوا على عدم ادراج أسمائهم في قائمة العفو التشريعي العام وقد عمد بعضهم الى حرق حشيّة (جراية) وأغطية صوفية أدت الى اصابتهم وقد استغل بعض السجناء هذا الوضع للقيام بدورهم بأعمال فوضى أدت الى تدخل أعوان الأمن الذين استعملوا الغاز المسيل للدموع والقوة للسيطرة على الوضع.
السجناء يحتجون على طريقتهم
وبينما كنا بصدد التخاطب مع بعض العائلات قدم نحونا عون أمن سألنا عن هويتنا فأعلمناه بها وهنا طلب منا مغادرة المكان بتعلة أنه ليس لدينا ترخيص من قبل وزارة العدل أو مصلحة السجون للدخول الى مقر السجن والقيام بعملنا الصحفي وقد تحدث معنا العون بكل احترام و قد استجبنا لطلبه وخرجنا من السجن وانتقلنا الى محطة الحافلات التي توجد أمام السجن وهنا بقينا نستفسر العائلات التي التقت بأبنائها.
وقد أفادنا أب دخل الى السجن لزيارة ابنه بأن هذا الأخير أعلمه بأن عدد من السجناء قسم «الكراكة» وهي غرف تضم مجموعة من مساجين صادرة في شأنهم عدة أحكام سجنية طويلة تعرضوا ليلة أمس الأول الى اعتداء بالعنف والاختناق بسبب استعمال الغاز المسيل للحركة مضيفا أن سجينين اصابتهم خطيرة نتيجة احتراق أجسادهم وقد تم نقلهم الى مستشفى الجروح البليغة لتلقي العلاج كما تم نقل سجين آخر الى مستشفى الشارل نيكول بعد أن تعرض الى الاختناق.
من جهة أخرى أفاد السجناء لعائلتهم أنه تعرضوا الى الاعتداء بالعنف والضرب من قبل أعوان الأمن الذين استعملوا القوة للسيطرة على الوضع. وباتصالنا بالحبيب السبوعي المدير العام للسجون والإصلاح أفادنا بأن عدد من السجناء احتجوا على عدم ادراج أسمائهم في قائمة العفو التشريعي العم فقاموا بحرق حشيّة وقد تدخل أعوان الأمن وسيطروا على الوضع مؤكدا أنه لا توجد خسائر بشرية أو مادية.
وأضاف الحبيب السبوعي أن هذه الاحتجاجات تتكرر في مناسبات العفو الذي شمل في هذه المناسبة اكثر من ألف شخص وقد تم إقناع المساجين بأنه مازالت مناسبات أخرى للتمتع بالعفو. ونفى المدير العام للسجون الأخبار التي مفادها موت سجين.