قال عبد اللّطيف المكّي إنّ التوافق والحوار مع المعارضين يجب أن يبنى على قاعدة الثورة ونتائج الانتخابات كما تحدث عن حملة ضد الحكومة من قبل من أقصاهم الشعب ومن قبل منظومة فساد. كان ذلك خلال محاضرة، مساء 14 جانفي بالمركب الثقافي، في اطار تظاهرة احتفالية لجمعيّة الإمام سحنون لنشر الثقافة الإسلامية بالاشتراك مع ائتلاف من الجمعيّات. كما قال وزير الصحّة أن الثورة أزاحت الطبقة السياسية المفسدة وتحتاج إلى ثورة ثقافية وأخلاقية للقضاء على الشبكات التي كان يقوم عليها النظام السابق. وقال موضّحا: «لا بدّ ان نقضي على شبكات المصالح التي كان يرتكز عليها النظام السابق والتي تحولت الى شبكات فساد». مضيفا وهي شبكات لا تزال قائمة وتريد أن تسترجع النظام السابق» متحدّثا عن مرحلة دقيقة تتطلّب أكثر من سنتين للقضاء على شبكات تشكلت طيلة عشرات السنين.
وفي حديثه عن النقد الّذي تتعرض له الحكومة الحاليّة أشار إلى أن «الصّراخ الّذي تسمعونه هو دليل على قوّة العضّة التي نسدّدها للفساد وشبكاته». مضيفا «سنحاسبهم لان الفساد معرقل حقيقي للتطور الاقتصادي والاجتماعي». موضّحا أن هذه الشبكات لا تزال قائمة ولا تزال فاعلة وتضخ الأموال وتؤسس الجرائد بهدف إعادة النظام السّابق في ثوب جديد.
أما بخصوص النقد الموجه للحكومة حول غياب التنمية والتشغيل، ففسّره بأنّ هناك من يريد تصوير الثورة بانها مفلسة لأنها لم تحقق لهم التنمية. وقال «هؤلاء لم ينجحوا في تحقيق التنمية طيلة 55 عاما ولا في إرساء الديمقراطية، فتحوّلوا اليوم الى مطالبين بالتنمية ولائمين للحكومة. قائلا: «إنّهم فشلوا في تحقيق التنمية طيلة 50 عاما مقابل الضغط على الحكومة الحالية لأنها لم تحقق التنمية في ظرف 7 أشهر.
وفي حديثه عن التنمية وصعوبات تحققها، بيّن أن المشكلة هي في سوء توزيع الثرواة والإنتاج وأنّ صياغة التنمية يتم بحسن التصرّف وقال إنه هناك إرادة سياسيّة لحسن التصرّف الذي يجب ان يترجم في القوانين والسلوكات التنموية لكن تحتاج الى وقت.
وتحدث عن تحقيق الحكومة لبعض «الايجابيات ولكن هناك من يريد إخفاءها ويمسّ من معنويات الشعب من اجل تيئيسهم من الثورة». وتحدث عن مساع بعض الجهات ومنها الإعلام الى نشر أخبار «غير صحيحة تهم أجور الموظفين من أجل إدخال البلبلة» و«المسّ من معنوّيات الشعب».
واتهم الوزير من وصفهم ب«اليائسون من الانتخابات» بإحداث الفوضى من أجل تأخير الانتخابات. وقال إنّهم يفتعلون الاعتصامات التي تعطل الإنتاج (1200 مليار من فسفاط قفصة فقط) «ثم يطالبوننا بالتنمية».
وتحدث عن إنجاز 100 ألف موطن شغل منها 25 ألفا في الوظيفة العمومية والبقية في القطاع الخاص. وتحدث عن تطوّر النمو الاقتصادي من 2 نقطة تحت الصفر الى 3.5 فوق الصفر في ظرف عام. قائلا «هناك تطبيق للبرنامج الإنتخابي».
أثناء خطابه تعالت هتافات تمس من الاعلام وحياديّته، فكانت مدخلا لتعليق الوزير الّذي قال إنّ هناك تعتيما على المعلومة من قبل وسائل الاعلام التي وصفها بانّها «تنقل الأحداث بشكل مغلوط وحادت عن دورها كوسيط يعطي الحقيقة» ونعت بعض وسائل الاعلام بتحوّلها الى أحزاب سياسيّة تسعى إلى «الارتزاق السياسي على حساب الواجبات تجاه البلاد وعلى حساب الحقيقة».
7500 وظيفة لجرحى الثورة
وبخصوص جرحى الثورة قال الوزير من ثبت أنه جريح ثورة فسيتم تشغيله. وسيتم إجراء عمليات تثبت في ملفات جرحى الثورة. حيث ألغى أكثر من ألف (1000) شهادة طبية في احدى الولايات وطرد 2 أطباء جراء عمليّات تزوير شهائد طبية. وقال «نرفض ان يضحك علينا أحد بوثائق مزوّرة ويوهمنا انه جريح ثورة».
وأشار الى تخصيص7 آلاف و500 موطن شغل لفائدة جرحى الثورة وعائلات الشهداء والمتمتعين بالعفو التشريعي وقد تشكلت لجنة لفرز الملفات وتوظيفهم.
بدا وزير الصحّة يتحدث إلى أنصار الحكومة حيث علت الهتافات والزغاريد. وكان خطابا عاطفيا يحمل بعض المعطيات والحقائق ولم تغب عنه «الحملة الانتخابيّة. وقد أثارت عباراته الحضور ووقفوا له مصفقين خصوصا عندما تحدّث عن عدم السماح للنظام البائد بالعودة ودعوتهم إلى اليقظة.
وفي حوار مع «الشروق» بخصوص التّحوير الوزاري، قال الدكتور مكّي انه سيتم الإعلان عنه قريبا وقال إنّ التّحوير لا يشمل وزارة الصحّة. أما بخصوص المشاريع الصحيّة التي تم الإعلان عنها ومنها مشروع المستشفى الجامعي، قال وزير الصحّة ان المستشفى الجامعي يواجه إشكالا عقاريا وهو بصدد المعالجة. في حين ليس هناك أيّ مشكل بشأن تحويل مستشفى حفوز وبوحجلة المحليين الى مستشفى صنف»ب». كما أشار إلى أن ميزانيّة التنمية لسنة 2013 ستكون أفضل بكثير من ميزانية 2012 التي لا تزال نسبة كبيرة من مشاريعها عالقة.