تعيش معتمدية الجريصة من ولاية الكاف هذه الايام على وقع الاعتصامات للمطالبة بالتشغيل والتنمية بعدما مل شبابها الوعود والتسويف طيلة السنوات الماضية وهو الوضع الذي تواصل حتى بعد الثورة. وفي هذا الاطار يقول السيد شاكر عبيدي «ان السلط الجهوية والمحلية لها ازدواجية في الخطاب اذ تصغي الى مطالب الشباب العاطل عن العمل ولكن على أرض الواقع ليس هناك شيء يذكر. فهذه الجهة تعرضت الى مظالم على مر التاريخ فآباؤنا عاشوا في حرمان وشقاء وعملوا في مجال استخراج الحديد الذي ساهم في اقتصاد البلاد والكثير سجنوا وعذبوا في أحداث الخبز 1985، وهذه التضحيات الجسيمة لاقت الجفاء واللا مبالاة من هذه الحكومة رغم أن اغلبية أعضائها تعرضوا في السابق الى التشرد والاقصاء والنفي، فقد نَهِبت خيراتنا ونحن الآن لن نتوقف عن الاحتجاج والاعتصام الذي هو شكل من أشكال التعبير السلمي والمتحضر من أجل لقمة العيش.
بدوره يقول السيد مراد خماسي: نحن نعاني من الحقرة من طرف الحكومة ومن أصحاب النفوذ وحتى من أبناء جهتنا.. فلابد من تغيير هذ النظرة الفوقية. وعلى الحكومة أن تغير من سياساتها فى التشغيل ومنوال التنمية الذي أثبت فشله الذريع. ويجب بعث مؤسسات ومصانع كبرى بالجهات المحرومة وانتداب عملة الحظائر لتحسين أجورهم وضمان حقهم وتحسين المردودية والجودة والابتعاد عن سياسة التداين الخارجي التي تقحم البلاد في اختلالات اقتصادية كبيرة. اما اعتصامنا فهناك من يسانده وهناك من يعرقله ويدفع الأموال لايقافه وافشال مطالبنا. وتمحورت الشعارات التي رفعناها حول رفض الحقرة والتهميش وتسوية أوضاع عمال الحظائر الوقتيين والآليات.
كما أريد أن أتحدث عن التقصير الكبير في الاعلام السمعي والمرئي الذي لم يهتم بجهة الكاف ومعتمدياتها التي تعرضت الى مظالم كثيرة. فهل يجب أن تقع كارثة حتى يتطرقوا اليها وتحظى بالاهتمام. فالكاف عريقة في التاريخ وفيها من الطاقات والكوادر العلمية والموارد الفلاحية القادرة على اخراجها من عنق الزجاجة شريطة أن توليها الحكومة الدعم اللازم والا فان الاحتجاجات سوف تؤدي الى ما يحمد عقباه وعلى نواب المجلس التأسيسي الممثلين للجهة أن تكون لهم الجرأة اللازمة لفرض المطالب الشرعية لأهالي الكاف.