لاحظت أوساط إعلامية عربية أن فرنسا تقصف الإسلامييّن المتشددين في مالي، فيما تقدّم الدعم لأمثالهم في سوريا وهو ما يعني أنها تمارس سياسة المصالح التي لا تخضع لمعايير أخلاقيّة واحدة. وقالت الأوساط وفق ما نقلته صحيفة «الجمهورية» اللبنانية إن سياسة المصالح تقوم على مبدإ أن « ما هومبرر هنا، محظور هناك». وأضافت أن نقاشا يدور في باريس ما بين الجمعية الوطنيّة، والحكومة الفرنسيّة حول هذه «الإزدواجيّة» في السياسة الخارجيّة. وتابعت الأوساط الإعلامية نفسها قولها إن الصحافة الفرنسية عكست نمط الشارع الفرنسي، والمعارض بغالبيته لهذا التخبّط، وعلى قاعدة إذا كان المتشددون في مالي هم الأعداء، ويجوز قصفهم، فلماذا يصار الى دعمهم في سوريا؟
حصار في الحسكة
وحسب «الفاتيكان» فإن الجهاديين الذين تدعمهم فرنسا في سوريا هم الذين يهاجمون المسيحيين السوريين ويفرضون عليهم حصارا في «الحسكة». وقد وجه عدد من اساقفة منطقة الحسكة في شرق سوريا نداء من اجل بقاء حوالى 25 الف مسيحي من السريان الارثوذكس والسريان الكاثوليك والكلدانيين والارمن في هذه المدينة التي يقيم فيها عدد من الذين تم اجلاؤهم من مناطق مجاورة، كما ذكرت وكالة فيدس الفاتيكانية.
ويعاني السكان من البرد ويفتقرون الى الوقود وتنقصهم المياه والكهرباء لا تصلهم اكثر من ساعة واحدة في اليوم، كما قالت الوكالة نقلا عن اسقف السريان الكاثوليك جاك بهمان هندو ونظيره الارثوذكسي متى روحام.
وأبلغت المنظمات الانسانية انه «يستحيل نقل المساعدات الى الحسكة لان ذلك خطيرا جدا ولان الحد الادنى من الشروط الامنية غير متوافر». وتشير الشهادات التي اوردها الاساقفة الى «عدد من الحواجز» على الطرق تقيمها مجموعات مسلحة، خصوصا ناشطون في جبهة النصرة السلفية. ويضاف الى ذلك كما قالوا عصابات تعمد الى السرقة والخطف والتعدي حتى داخل المدينة.
قوة جديدة
من جهة أخرى ذكر مراسل قناة «روسيا اليوم» في دمشق نقلا عن مصدر سوري مطلع قوله إن السلطات السورية تتجه لإنشاء ما يمكن تسميته ب«جيش الدفاع الوطني»، كرديف للقوات النظامية التي تتفرغ للمهام القتالية.
وأضاف المصدر أن «الفصِيل الجديد سيتم تشكيله من عناصر مدنية أدت الخدمة العسكرية الى جانب أفراد اللجان الشعبية التي تشكّلت تلقائيا مع تطور النزاع القائم في سوريا».
وأشار المصدر إلى أن «مهام «جيش الدفاع الوطني ستقتصر على حماية الأحياء من هجمات مسلحي المعارضة، وسيتقاضوْن رواتب شهرية كما سيكون لهم زِي موحد». كما نقل عن المصدر ذاته قوله ان «العدد المرتقب لهذا الجيش، سيقارب العشرة آلاف شاب من مختلف محافظات البلاد».