«قرنبالية عاصمة العنب» أو «قرنبالية عاصمة الكروم».. كيف لا والكروم تمسح حوالي 80 بالمائة من الأراضي الفلاحية، إلا أن الإنتاج في تراجع ملحوظ. فما هي أسباب تدهور القطاع؟ للوقوف على الأسباب الحقيقية رصدت «الشروق» آراء بعض الفلاحين وأصحاب الشركات الإحيائية وممن لهم تاريخ في ميدان فلاحة الكروم والعناية بها. يقول إبراهيم اليحياوي (فني فلاحي ومستثمر في عنب الكروم المعدة للعصر): «لقد ندمت على تفريطي في مهنتي كموظف لدى وزارة الفلاحة وقبولي الإشراف على شركة الاستثمار، فهذا الأمر يتطلب كثيرا من الأموال وبما أن الدولة لم تنصفني وتمكني من قرض إلى جانب امتناع البنك الفلاحي عن اقتراضي فان ذلك اثر سلبا على العناية والمنتوج». وقد أضاف هذه المشكلة إلى غلاء سعر الأدوية والتكلفة وفقدان اليد العاملة إلى جانب ما كانت تعيشه تعاضديات المعاصر من مشاكل. هذا الأمر أيده الفلاح حمادي المدايسي (عضو تعاضدية الكروم بقرنبالية) مضيفا: «لقد سعت التعاضدية إلى التخفيف من عبء المصاريف بالنسبة إلى الفلاحين وذلك بالترفيع في سعر الكيلوغرام الواحد عند القبول حسب النوع، لكن تبقى أسعار الأسمدة والأدوية عائقا لا يشجع على المضي في غراسة الكروم إلا إذا ما تدخلت الدولة وقدمت يد المساعدة للجميع حتى يبقى الفلاح منتجا فقط. وأشار رئيس المكتب المحلي لاتحاد الفلاحين بقرنبالية الطاهر بن احمد إلى عدم وجود المشاتل في البلاد مما يستوجب إستيرادها من الخارج بأسعار باهظة وهو ما يثقل كاهل الفلاح. احد الفلاحين بدا متشائما وخائفا على مستقبل هذا النوع من الأنشطة الفلاحية وأوضح أنه يخشى إقدام أحد الأحزاب المعروفة بتشددها الديني على تحريم غراسة الكروم لارتباطها بالخمور فيجد نفسه وأسرته مثل عديد العائلات الأخرى دون موارد رزق. وقد لاحظنا أن العديد من الأراضي التي كانت في وقت غير بعيد تمثل موارد رزق لمئات العائلات قد تخلت اليوم عن زراعة الكروم فأصبح بعضها مقفرا وبعضها الآخر مهملا تماما وتم تعويض أخرى بزراعة الحبوب التي لا تفي بالحاجة