تمتد حقول الكروم على مساحات شاسعة على مرمى البصر لتغطي السهول المترامية لأرض تاكلسة الخصبة وتمثل هذه الزراعة مورد رزق العديد من العائلات وقطاعا إستراتيجيا بالجهة وتحتل العنب مكانة متميزة لدى أهالي تاكلسة. فهم يستبشرون بداية كل موسم ويستعدون لإنجاح عملية الجني ونقل المحصول سواء للأسواق أو لتعاضديات صنع الخمور الموجودة بالجهة. ويتواصل موسم جني الكروم لأسابيع لا تخلو من هواجس يتحدث عنها المزارعون، فهم في تخوّف كبير من هطول الأمطار وما يمكن أن تسببه من أضرار بالمنتوج،
إضافة إلى إمكانية نزول البرد تزامنا مع التقلبات المناخية التي عادة ما تحدث في أواخر فصل الصيف والتي قد تؤدي إلى إتلاف الغلال. وبالتالي فإن القطاع يظل مهدّدا باستمرار وهو محفوف بالمخاطر وهذا ما يفسّر تراجع المساحات المزروعة من سنة إلى أخرى.من ناحية أخرى وقصد تشجيع منتجي الكروم وقع هذه السنة الترفيع في السعر المرجعي لقبول العنب بتعاضديات الخمور ليبلغ 1200 مليم للكغ الواحد.
تأتي هذه الخطوة لتساهم في التخفيف من مشكلات القطاع المزمنة ولتذليل المصاعب التي تعترض المزارعين والمتمثلة أساسا في الإرتفاع المشطّ لأسعار الأسمدة والأدوية والمبيدات الحشرية ولتضخم تكاليف العناية بالحقل من حرث وصيانة بمختلف أوجهها.