يسود الهدوء وتغيب كل مظاهر الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة عن مدينة الوسلاتية ويغلب الاحباط على أحاديث المواطنين رغم مرور عامين كاملين على هروب «المخلوع»... فأين ذهبت أهداف الثورة؟ السيد فيصل قيزاني ذكر أن التغير الوحيد الذي عايشه في السنتين الفارطتين هو غلاء المعيشة الذي مس مرافق أساسية كثيرة وأثقل جيب المواطن البسيط كما أن أهل منطقته الريفية عانوا كثيرا من الانقطاع الطويل للماء الصالح للشرب. أما السيد حميدة عبداوي فيرى أن ما من شيء تحقق في جهة الوسلاتية التي شهدت سرقات كثيرة روعت المواطنين وسط غياب الأمن واطلاق سراح المجرمين. السيد حميدة ذكر بالحرائق العديدة التي تعرضت لها المناطق الغابية وتساءل عن عدم تجديد المعملين المحترقين بالمدينة. تردّي الوضع الأمني وعدم قيام الأعوان بواجباتهم هي ذات النقطة التي أشار اليها الشاب بلال جبنوني الذي تحدث عن تنامي ظاهرة السرقة و»البراكاجات» في وضح النهار وغياب أي مؤشر لتطور أوتحديث البنية التحتية وكذلك انعدام فرص التشغيل لشباب الجهة. كما طالب بلال بتكثيف المراقبة الاقتصادية للتصدي للغلاء الفاحش والتلاعب بالأسعار في الخضر والغلال واللحوم والدواجن.
السيد عبد اللطيف بوراوي تعرض منزله للسرقة مرتين بعد الثورة لكن الجناة لم يقضوا عدا أشهر قليلة في السجن. كما ذكر أن المسح العقاري تجاوز جهة الوسلاتية حين كان من الواجب أن يشملها لثراء وشساعة مجالها بما يمكن من استثمار أراضيها والعمل بها.
في حين اشتكى السيد أكرم فرجاوي، وهو ربّ أسرة، من غلاء الأسعار الذي تجاوز المقدرة الشرائية للموظفين والعمال على حد السواء، ومن ظاهرة احتكار السلع في ظل غياب الرقابة. كما تحدث عن استمرار المحسوبية واستغلال العلاقات في كل المعاملات الادارية بما يشي بأن الجهة لم تشهد أي تغيير ثوري ملموس. واستشهد بغياب محاسبة مسؤولين سابقين أسهموا في تردي واقع الوسلاتية والاستثراء على حساب مصالح البسطاء متسائلا متى تتم مقاضاتهم؟
وليد ثعلبي المتحصل على الأستاذية منذ 2004 تحدث عن غياب نصيب الجهة في انتدابات المعلمين والقيمين الأخيرة كما في العهد السابق تماما. وهوأمر أكده الشاب رمزي بوراوي الذي يرى في تواصل اعتماد آليات التشغيل الهشة عدم جدية سلط الاشراف في معالجة هذا الملف.
شعور أبناء الوسلاتية هو«لا شيء تغير» في انتظار تحرك أهل القرار بما يوحي ويطمئن الأهالي بأن الجهة خرجت من دائرة الاهمال والتهميش.