من يهاجمون الاتحاد اليوم كانوا قد احتموا به سابقا وسيعودون للاحتماء به مستقبلا ومن طالب الاتحاد بعد مرحلة بن علي بأن يلعب دوره تغيّر موقفه بعد 23 أكتوبر الى حد التطاول على مقراته لكن اتحاد الشغل سيلتزم الاستقلالية باعتباره طرفا غير منافس في العملية الانتخابية هذا ما صرّح به الأمين العام لاتحاد الشغل في إطار إحياء الذكرى 67 لتأسيس الاتحاد. وأضاف حسين العباسي أنه لا مجال لسلب استقلالية الاتحاد وتدجينه او تركيعه وأن الفترة الراهنة تحتاج الى توافق وطني حول المرحلة السياسية القادمة وهو ما يتطلب ضرورة تفعيل المبادرة الوطنية للحوار التي أطلقها يوم 16 أكتوبر 2012 من أجل تحديد خارطة طريق واضحة تعمل على ايجاد توافقات كبرى تؤمن ما تبقى من المرحلة الانتقالية لضمان انتخابات شفافة وديمقراطية وتوضيح الرؤية للمسار الانتقالي للبلاد بعيدا عن العنف والتجاذبات السياسية.
كما دعا العباسي كل الأطياف السياسية وجميع مكوّنات المجتمع المدني الى السعي الجاد لتخفيف حدة الاحتقان السياسي والتركيز على الاستحقاقات الحقيقية الكفيلة بتمهيد الطريق للانتقال الديمقراطي والاستقرار الاقتصادي واستتباب الأمن محذّرا من كل مظاهر العنف المتفشية.
وقال الأمين العام إن الاتحاد غير مستعد للتخلي عن دوره الوطني الذي تأسس من أجله والذي تزداد أهميته يوما بعد آخر وهو ما يتطلب منا جميعا العمل على مواجهة التحديات التي تنتظرنا من أجل تحقيق أهداف الثورة قائلا: «من غير المعقول تواصل غياب الحلول الواضحة لمشاكل البطالة والفقر وانعدام التوازن الجهوي اضافة الى الارتفاع الجنوني للأسعار وغلاء المعيشة».
وتحدث العباسي عن جملة المكاسب التي حققها الاتحاد العام التونسي للشغل سنة 2012 على غرار تحقيق زيادات مهمة لفائدة الاجراء في كافة القطاعات وامضاء العقد الاجتماعي وتقديمه لمشروع دستور للمجلس التأسيسي مؤكدا ان مسودة الدستور مخيبة للآمال مشيرا الى أن الاتحاد حريص على أن تكون صياغة الدستور في حجم تطلعات الشعب التونسي وأن يتضمن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية ويحافظ على مدنية الدولة وقال إنه سيتم العمل مستقبلا على مراجعة مجلة الشغل والقانون العام للوظيفة العمومية والدفاع عن جباية أكثر عدالة وإنصافا للاجراء قائلا: «قدرنا ان ندافع عن الفقراء والعاطلين عن العمل وسنتحمل دوما مسؤولياتنا دفاعا عن الوطن».