قالت صحيفة القدس العربي في عددها الصادر أمس إن عملية خطف الرهائن في منشأة الغاز (عين اميناس) الواقعة جنوب شرق الجزائر، أعادت إلى الضوء موضوع «الجهاديين» التونسيين الذين يبدو أنهم توزعوا على التنظيمات «الجهادية» المسلحة في مختلف أنحاء العالم. وأعلن رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال في وقت سابق أن 11 تونسياً كانوا ضمن المجموعة «الإرهابية» التي نفذت عملية «عين اميناس» خلال الأسبوع الماضي والتي قُدر عدد أفرادها بنحو 32 مسلحاً. ونقلت الصحيفة أن تقارير إعلامية وإستخباراتية أكدت تواجد العديد من التونسيين الناشطين في صفوف التنظيمات «الجهادية» المسلحة التي سيطرت على شمال مالي، وذلك في تطور لافت دفع العديد من المحللين إلى التحذير من تحول تونس إلى ما يشبه الخزان البشري لهذه التنظيمات المصنفة في خانة «المنظمات الإرهابية».
وقدرت الصحيفة عدد «الجهاديين» الناشطين حالياً في شمال مالي بنحو 300 مسلح، كانوا تلقوا تدريبات عسكرية في معسكرات أفادت التقارير أنها منتشرة في ليبيا، فيما يوجد في صفوف تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» الناشط في الجزائر العديد من التونسيين. وتشير التقارير الإعلامية والاستخباراتية إلى أن التواجد التونسي في صلب التنظيمات الجهادية يعود إلى ثمانينات القرن الماضي عندما إنخرط البعض منهم في صفوف تنظيم «القاعدة» الذي كان يحارب «المد الشيوعي» في أفغانستان.
وكان لبعض التونسيين الدور الفاعل في إطالة الحرب الأهلية في أفغانستان، حيث تشير التقارير إلى أن مقتل القيادي الأفغاني من أصول طاجيكية، أحمد شاه مسعود، كان على يد تونسيين إثنين في 9 سبتمبر من العام 2000، كان تنظيم «القاعدة» قد جنّدهما لتنفيذ هذه العملية لصالح حركة «طالبان».
ومنذ ذلك الوقت، بدأ يتم تسليط الضوء على التواجد التونسي في صفوف تنظيم «القاعدة»، حيث تم اعتقال 12 تونسيا في أفغانستان وباكستان ونقلهم إلى معتقل غوانتنامو، فيما برز عدد منهم في القتال في البوسنة أثناء الحرب البلقانية.
ورغم الجهود الأمنية التونسية والدولية لمحاصرة «الجهاديين» ضمن إطار الحرب على الإرهاب، فإن التواجد التونسي في صفوف التنظيمات «الجهادية» ارتفع من حيث العدد، كما توزع على أكثر من رقعة جغرافية تشهد توترات امنية.
ففي العراق، كان هذا الدور لافتاً، حيث تشير التقارير الأمنية إلى أن تفجير ضريح الإمامين العسكريين خلال شهر فيفري من العام 2006، نفذه تونسيون، كما أن مقتل عدد من الصحافيين العراقيين كان على يد تونسيين أيضا، فيما يوجد لغاية الآن العشرات من التونسيين داخل السجون العراقية. ولم يقتصر هذا التواجد التونسي في صفوف تنظيم «القاعدة» على أفغانستان والعراق فقط، وإنما إمتد ليشمل أيضا البوسنة والشيشان، حيث تم تسجيل تواجد العديد من التونسيين هناك. كما تم تسجيل تواجد التونسيين في لبنان أثناء المواجهات بين الجيش اللبناني وتنظيم «فتح الإسلام» في شمال لبنان، بالإضافة إلى تدفق المئات من التونسيين على سوريا حيث يقاتلون الآن في صفوف تنظيمات «جهادية» منها «جبهة النصرة»، و«أنصار الشريعة».