اعتبر الأستاذ الباجي قائد السبسي انه إن كانت الترويكا تريد الوفاق الوطني وإنقاذ البلاد من الأزمة الراهنة عليها الإقرار بالفشل في التمشي الذي اختارته وان الحكومة لا يمكن أن تتواصل بنفس التركيبة. وأضاف رئيس حزب نداء تونس في التظاهرة التي نظمها الحزب بقصر المؤتمرات للاحتفال بالذكرى الأولى لإطلاق مبادرته أن الحوار الوطني يجب ان يكون حول برنامج كما طالب بتحييد وزارات السيادة والتراجع عن مشروع الإقصاء وحل «رابطات حماية الثورة» وتكوين حكومة وفاق وطني.
وقدم زعيم نداء تونس تقييمه لأدائه ولأداء الحكومة الحالية خلال السنة المنقضية حيث اعتبر انه قد وفى بوعده بالقضاء على التشتت الذي كانت تعيشه الساحة السياسية معتبرا أن التحالف الخماسي الذي اقترب الإعلان عنه بين نداء تونس والجمهوري والمسار وحزب العمل والاشتراكي اليساري والتحالف الذي ضم أكثر من عشرة أحزاب في الجبهة الشعبية إضافة إلى تحالف الأحزاب الحاكمة معتبرا ان ذلك يجعله قد وفى بالوعد الذي قطعه بالقضاء على التشتت.
الحكومة لم تف بوعودها
وفي نقده لأداء الحكومة اعتبر السبسي انه مخيب للآمال «يمكن ان نقول ان من يسيروننا لم يكونوا اوفياء لوعودهم والحاكم إذا قال ما لا يفعل فان الثقة تنعدم والنتيجة تكون انخرام الامن والتوازن والاستقرار وما لم يقله رئيس الحكومة هو أن الوضع المحتقن ناتج عن القرارات غير الموفقة».
وتابع «في جانفي 2011 الشعب كان موحدا وفي جانفي 2013 الناس كانت مشتتة وأطراف تدعو إلى إقصاء هذا وآخرون يطالبون بإقصاء آخر وقرب الساعة مجموعة تجلس على كراسي وتدعو إلى ضرب الإعلام وغيره وفي الجهة الأخرى الحزب الجمهوري والمسار في مسيرة ونداء تونس في مسيرة منفصلة، المجتمع مشتت نتيجة السياسة المتبعة ورئيس الحكومة يتحدث عن الوحدة القومية مع من تشاور؟».
وأضاف ساخرا «حتى المنقالة لبسوها الأحمر وكتبوا عليها (ثورة الهوية) لكن نحن متفقون على الهوية فنحن عرب مسلمون وإسلامنا عمره 14 قرنا». وحول مشروع «تحصين الثورة» المطروح على المجلس التأسيسي قال «ثم جاؤوا بقانون العزل أو الإقصاء بأي حق (تي وقتاش تخلقوا هوما) مع ذلك نحن معترفون بهم ونقول إن النهضة تابعة للمشهد السياسي في تونس وتسلمت الحكم ولم تنجح وفي الحقيقة ليس هناك حزب يمكنه أن ينجح وحده لكن النهضة حتى مع أصدقائها تبين أنهم غير متفقين، من يتبعون خيار الإقصاء لن ينجحوا وعليهم أن يعودوا إلى رشدهم».
ومن جهة أخرى تساءل الباجي عن سبب غياب الدولة في قضية حرق الزوايا والأضرحة مؤكدا على ان الدولة يجب ان تفهم ان الشعب يرفض تلك الأعمال كما تساءل عن سبب عدم وجود احتفال رسمي بالمولد النبوي لأول مرة في تونس معتبرا انه «يجب أن تتغير هذه السياسة الخرقاء والوهابيون حاولوا في الماضي لكنهم فشلوا ولم يصلوا إلى سيدي بوسعيد».
شروط الإنقاذ
وفي الجانب الاقتصادي قال ان الوضع الذي بلغته تونس من ارتفاع نسبة التداين إلى 46 بالمائة لم تكن لتصل إليه لو استمعت الحكومة بجدية الى مطالب الحوض المنجمي «وما كانت السياحة لتنهار لو لم نسمع في المجلس التأسيسي من يدعو الى قطع الأيدي والأرجل».
وحول الاتهامات التي توجه الى حكومة السبسي بأنها المتسببة في عديد المشاكل بالبلاد قال «بالله لا تقولوا أننا تركنا لكم تركة فلا أظن ان طيلة فترة تسييرنا للبلاد انقطع الماء أو الكهرباء كما لم يحصل تسريب في امتحانات الباكالوريا ولم نشتر (العلالش) من الخارج ولم ينقطع الحليب لأن الحكومة والشعب والجيش والأمن قاموا بواجبهم وخرجنا سالمين، لكن بعد كل هذا تونس في حاجة الى كل أبنائها وبناتها ويجب ان نراهن على الوحدة القومية التي أتت بالاستقلال ونعرف تجربة المحتشد الذي ضم كل الأطراف التونسية».
وفي مقترحاته للحلول قال رئيس نداء تونس «الوضع صعب لكن يمكن الخروج منه اذا أردنا ذلك ... اقول لرئيس الحكومة الذي يواجه صعوبات مع جماعته كل الأحزاب مستعدة لأن تتضامن معك ولن تزيحك من الساحة لكن لذلك مقتضيات أولها الإقرار بفشل التمشي الذي اخترتموه اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وبالتالي الحكومة التي أتت بهذا الفشل لا يمكن أن تتواصل بنفس التركيبة».
وتابع «ثانيا نحن نساند دعوته إلى الحوار الوطني لكن يجب ان نتفق على البرنامج كذلك ليس من المعقول ان تبقى وزارات السيادة بيد الأحزاب لأن الوزير المنتمي لحزب لن تكون له القدرة الكافية للتحرك وفق مفهوم الدولة، أيضا لابد من التراجع عن الإقصاء وحل رابطات حماية الثورة والكف عن حرق الأضرحة لأن ذلك يدفعنا في متاهات أخرى كذلك كتابة الدستور لا يمكن ان تكون الا بالتوافق والحكومة يجب ان تكون حكومة توافق».