تراجع في كميات الأمطار بحوالي 50٪ هدد بتراجع الصابة هذا العام... لكن يبدو أن الأمطار الاخيرة قد أنقذت الموسم. وأكّدت مصادر مطّلعة من وزارة الفلاحة ل «الشروق» أنه قد تمّ تسجيل كميات هامة من الأمطار لا سيما بمنطقة الشمال الغربي. وأشارت مصادرنا الى أن هذه الامطار قد جاءت في وقتها خاصة بعد سلسلة من التخوفات التي عاشها الفلاحون.
وأضافت مصادرنا أن أمطار هذه الأيام ستساهم في انعاش 800 ألف هكتار من الحبوب الموجودة في الشمال الغربي وتتزامن هذه الأمطار مع وصول حوالي 14 ألف طن من مادّة الأمونيتر من بين 40 ألف طن وقعت برمجتها.
ومن جهة أخرى، تتزامن الأمطار مع فترة غراسة الزياتين والقوارص وخاصة الخضروات ويوجد في تونس حوالي مليون و500 ألف هكتار من الحبوب.
نقص وانفراج
كان مدير عام معهد الزراعات الكبرى قد صرّح بوجود نقص ب 50٪ في كميات الامطار، وهو ما أدّى الى نقص في كميات الزراعات الكبرى التي تم بذرها الى حد الآن من حبوب وأعلاف.
وقد تمّ بذر 74٪ فقط من المساحات المبرمجة للحبوب عموما وتبقى الوضعية أفضل في جهة الشمال حيث تم بذر 98٪ من المساحات المبرمجة أي حوالي 873 ألف هكتار من الأراضي.
وستمكن الأمطار الاخيرة من ضمان صابة أفضل وبالتالي اللجوء بأقل حدّة الى توريد مادتي القمح والشعير. وأكّدت مصادرنا أن الأمن الغذائي للتونسي لن يتأثر بتراجع الأمطار والصابة.
ويوفر انتاجنا من القمح الصلب 70٪ من حاجيات التونسي من الكسكسي والمقرونة فيما لا يوفّر انتاجنا من القمح الليّن غير نسبة تتراوح بين 20 و30٪ من حاجياتنا. ومن المنتظر أن يتم اللجوء الى التوريد ككل سنة، خاصة أن المناخ التونسي يتقلب بين الجاف والممطر والمتوسط.
ومن جهة أخرى، أكّدت مصادر من وزارة الفلاحة أنه لدينا مخزون يقدر بشهرين أو أكثر في المخازن. من جهة ثانية، تم الى حد الآن بذر 83٪ فقط من المساحات المبرمجة من البقول... ولم تتجاوز المساحات المبذورة من الحبوب في الجنوب 42٪. وكانت مصادر فلاحية قد أبدت تخوفها من وجود نتائج كارثية لانحباس الأمطار وتراجع الكميات المتهاطلة هذا العام، وهو ما سيؤدي الى خسائر على مستوى الفلاحين، لا سيما الصغار منهم والمتحصلين على قروض والغارقين في ديون يحاولون تسديدها.
ويذكر أن وزارة الفلاحة تضع مجموعة من الاجراءات الاحتياطية في صورة الوجود في سنة «جافة»... وأكّدت مصادرنا من وزارة الفلاحة أن القيام بهذه الاجراءات تبقى «الورقة الأخيرة» لكن تهاطل الأمطار في الأيام الأخيرة جعل الوضع ينفرج وأقل تعقيدا... وقد شبهه بعض الفلاحين بهدف ال 90 دقيقة!!