يجهل الكثيرون أنّ لمدينة القلعة الكبرى آثارا متناثرة في مختلف أنحائها ولكن منذ تولّي اللّجنة المحلّيّة للتّنمية الثّقافيّة مهامها توصّلت بعد عمل دؤوب إلى رصد بعض المواقع سعت إلى حمايتها وإبرازها من خلال مراسلة المعهد الوطنيّ للتّراث للفت أنظاره إلى ما تتعرّض إليه المواقع الأثريّة في كلّ من الكرارية وسيدي الظاهر وأهل جميع من إهمال ونهب و تخريب. وتكتنف المدينة زخما حضاريّا وعمقا تاريخيّا يعود إلى عهد الفنيقيين الّذين أسّسوا في القرن الثامن قبل الميلاد القلاع والحصون الحربيّة فوق التّلال والرّوابي القريبة من مدينة حضرموت لحماية القوافل التّجاريّة مطلقين بذلك اسم «ايتكودا» على قلاع ثلاث تتكوّن حسب ما ذكر في صفحات التّاريخ من أكودة والقلعة الصّغرى والقلعة الكبرى.
ثمّ عرفت في عصور الرومان والوندال والبيزنطيين ب»كورزة»... اندثرت هذه الحضارات وبقيت أطلالها في مهبّ النّسيان عرضة لأبشع أنواع الطّمس.
هذا الإرث حقّ يطالب به أبناء القلعة الكبرى للمحافظة عليه حتّى يبقى ذخرا للأجيال القادمة و يُنزل مدينتهم المنزلة الّتي كانت تحظى بها في العصور الغابرة لذلك تناشد لجنة التّنمية المحلّيّة المعهد الوطنيّ للتّراث المسارعة باتخاذ الاجراءات الضّروريّة لحماية ما بقي من هذا الإرث...
فأرض الزّيتون والتّاريخ والمقاومة جديرة بموقع أثريّ يكون مزار الأهالي والتّلاميذ والطلبة يستوقف الوافدين والمارّين للنّظر والفهم. وللجيل الحاضر والقادم حقّ في الوقوف على آثار تعكس عمقا حضاريّا وتؤصّل الهويّة. سفيان الفقيه فرج