قال الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، إنه يعمل على تقييم ما إذا كان التدخل العسكري في سوريا سيحدث فرقاً في حل الوضع السوري المتأزم منذ 22 شهراً أم أنه سيؤدي إلى تفاقم الأمور في حين اكد الرئيس السوري سيطرته على الوضع. وجاءت تصريحات أوباما في مقابلتين صحافيتين رداً على منتقدي أمريكا بأنها لم تتدخل بشكل كافٍ في سوريا، حيث قتل آلاف الأشخاص وشرد ملايين، وفقاً لمسؤولي الأممالمتحدة.
وقال أوباما لمجلة «ذا نيو ريبابلك»، من المهم أن نسأل ما هي الفروق التي سيحدثها التدخل؟ وهل يمكن لهذا التدخل أن يؤدي إلى المزيد من العنف أو إلى استعمال الأسلحة الكيماوية؟ وما هو الخيار الذي يوفر أفضل احتمال لنظام مستقر بعد الأسد؟
وقال في مقابلة مع تلفزيون «سي بي أس»، إن إدارته تريد التأكد من أن التدخل الأمريكي هناك لن يأتي بنتائج عكسية، مشيراً إلى أنه لا يريد الإقدام على أمر من دون درس عواقبه بشكل كامل.
وتأتي تصريحات أوباما في الوقت الذي قال فيه زعماء العالم المجتمعون في دافوس بسويسرا، إنهم يتمنون لو كانت الولاياتالمتحدة أكثر مشاركة في قضايا جغرافية سياسية، مثل الصراعين في سوريا ومالي، حيث تهاجم فرنسا متشددين مرتبطين بالقاعدة.
في هذه الاثناء اكد الرئيس السوري بشار الاسد ان الجيش النظامي استعاد المبادرة في النزاع المستمر في البلاد منذ 22 شهرا، وان وقف الدعم التركي للمقاتلين المعارضين سيؤدي الى حسم النزاع «خلال اسبوعين»، وذلك بحسب ما أوردت صحيفة «الأخبار» البنانية في عددها الصادر امس.
ونقلت الصحيفة القريبة من دمشق وطهران عن زوار التقوا الاسد في قصر الروضة الرئاسي في دمشق، تأكيده ان «الجيش استعاد زمام المبادرة على الأرض بصورة كبيرة جدا، وانه حقق نتائج هامة، أضيفت الى ما حققه خلال الأشهر الاثنين والعشرين الماضية»، مشيرا الى ان «ما حققه الجيش سيجري تظهيره قريبا».
واوضح الاسد بحسب الصحيفة، ان الجيش النظامي «منع المسلحين من السيطرة على محافظات بأكملها، وبالتالي ظل ملعبهم بعض المناطق الحدودية مع تركيا والأردن ولبنان إلى حد ما، فضلا عن بعض الجيوب في ريف العاصمة، التي يتم التعامل معها».
وأكد الرئيس السوري ان «العاصمة دمشق في حال أفضل، والنقاط الاستراتيجية فيها، وبرغم كل المحاولات التي قام بها المسلحون، بقيت آمنة، ولا سيما طريق المطار». وبرأي الأسد، يمكن لخطوة «إغلاق الحدود التركية في وجه تهريب السلاح والمسلحين، بما يعنيه هذا الأمر من قضاء على منابع التمويل والتسليح»، ان «تحسم الأمور خلال أسبوعين فقط».
ونقل الزوار عن الاسد قوله ان «المجموعات المسلحة الممولة من الخارج تلقت ضربات قاسية خلال الفترة الماضية»، وان هذه الخطوات تقاطعت مع حركة دولية «كان من أبرزها إدراج الولاياتالمتحدة لجماعة جبهة النصرة على لائحة الإرهاب، وهي خطوة ستليها في المرحلة المقبلة تصفية هذا الفرع القاعدي بالكامل». ورأى الاسد ان موسكو ستبقي على دعمها له «فهي تدافع عن نفسها، لا عن نظام في سوريا».