أكدت سوريا أمس أنها لن تردد في استخدام السلاح الكيمياوي دفاعا عن نفسها ضد أي تدخل عسكري خارجي مشيرة إلى أنها لن تلتجئ لهذا النوع من الأسلحة الخطيرة في النزاع الحاصل حاليا ضد المجموعات المسلحة. وشدد جهاد مقدسي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية السورية أمس على أن دمشق لن تستخدم الأسلحة الكيميائية الموجودة في أراضيها إلا في حال تعرض البلاد لعدوان خارجي. تحضير للتدخل العسكري
واعتبر الدبلوماسي السوري أن الضجة التي أثيرت حول الأسلحة الكيميائية في سوريا ترمي الى «تبرير أو تحضير محتمل للرأي العام الدولي لأي تدخل عسكري تحت ستار أكذوبة أسلحة الدمار الشامل».
وجدد التأكيد على موقف سوريا المتمثل في أن أي سلاح كيميائي أو جرثومي لن يتم استخدامه أبدا خلال الأزمة في سوريا مهما كانت التطورات لهذه الأزمة في الداخل متابعا أن هذه الأسلحة على مختلف أنواعها مخزنة ومؤمنة من قبل القوات المسلحة السورية وبإشرافها المباشر.
وقال مقدسي أن بلاده سبق أن أبلغت موقفها هذا إلى دول عبرت عن قلقها من موضوع وصول أسلحة غير تقليدية لطرف ثالث أو استخدامها. وأردف مقدسي أن دمشق حذرت في ذات الوقت هذه الدول من إمكانية تسليح المجموعات الإرهابية من الخارج بقنابل تكتيكية، أو ألغام تحتوي مواد جرثومية تفجر في إحدى القرى ثم يتم اتهام القوات السورية بذلك.
وشدد مقدسي على أن هذه الحملة السياسية والإعلامية المبرمجة لن تفيد أبدا في مساعدة سوريا على تجاوز أزمتها، ودعا «الدول القلقة على سوريا والسوريين» الى أن توفر جهودها لإقناع «من تدعمهم وتستضيفهم وتمولهم وتسلحهم كي يتمسكوا بالحل السياسي للأزمة وفقا لما نصت عليه خطة المبعوث الدولي كوفي عنان». حماية وتأمين مواقع الأسلحة
في هذه الأثناء , نقلت صحيفة «ذي ديلي تلغراف» البريطانية عن لواء سوري منشق أن , من سماه , الجيش السوري الحر شكل وحدة خاصة من الرجال المدربين لحماية وتأمين مواقع الاسلحة الكيميائية السورية.
وقال اللواء عدنان سيلو الذي عمل في إدارة الاسلحة الكيميائية والبيولوجية في الجيش السوري النظامي للصحيفة: «لدينا فرقة متخصصة في الأسلحة الكيميائية. وقد تدربت على أعمال تأمين مواقعها».
وكان اللواء سيلو حتى عام 2008 مسؤولا عن وضع خطط الرد الطارئ في حال الاستيلاء على كمية كبيرة من أسلحة النظام. وقد درب الالاف من القوات في مناطق محيطة بدمشق واللاذقية لتأمين ما يقول مراقبون انه اكبر مستودع للاسلحة الكيماوية في العالم، يشتمل على السارين، وغاز الخردل والسيانيد السام.
كما زعمت الصحيفة ان رؤساء المخابرات العسكرية البريطانية يعتقدون ان نظام الاسد قد يستخدم بعض المخزون في محاولة يائسة للاحتفاظ بالسلطة. ونقلت الصحيفة البريطانية عن موقع «ديلي بيست» أن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية أرسلت ضباطا الى المنطقة لتقييم برنامج الأسلحة السورية.
ومن ابرز مهام الوكالة حاليا العمل مع المنشقين العسكريين للحصول على ما امكن من المعلومات عن أسلحة «التدمير الشامل السورية» حسب تعبيرها . وفي واشنطن , شدد جي كارني الناطق الرسمي باسم البيت الابيض الليلة قبل الماضية على أن النظام السوري مسؤول عن أمن الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها، معتبرا ان عدم حماية هذه الأسلحة يستدعي محاسبة الأفراد داخل النظام السوري.
وأوضح كارني للصحافيين على متن الطائرة الرئاسية التي كانت تقل الرئيس الأمريكي باراك أوباما الى كولورادو أن «الولاياتالمتحدة تراقب من كثب المعدات الحساسة في سوريا وبينها الاسلحة الكيميائية. ونعتقد أن الحكومة السورية لا تزال تسيطر على الاسلحة الكيميائية السورية».
وكان وزير الحرب الصهيوني إيهود باراك قد هدد بالتدخل العسكري في سوريا للحيلولة دون وصول الأسلحة الكيمياوية إلى المقاومة اللبنانية. وفي وقت لاحق من مساء أمس لوّح أفيغدور ليبرمان بامكانية تنفيذ تل أبيب هجوما كبيرا على سوريا لو حاولت نقل سلاح كيمياوي ل «حزب ا&».