عند متابعتنا لأطوار اللقاء الهام الذي جمع عشية الأحد بين المنتخبين الكامروني والنيجيري كان يهزنا إحساس خاص جعلنا في حيرة كبيرة لمن أتمنى الفوز ليكون المنافس الأيسر لمنتخبنا.. وبعد أن شاهدت شوطا أول في غاية من الروعة والإبداع. وقبل أن يبوح اللقاء بسرّه قلنا لتكن الكامرون أو نيجيريا. فكلاهما غول مرعب ومخيف ولا خيار لنا أو اختيار. فلن نقدر على الفوز مساء الأربعاء على أحدهما إلا بالعزيمة والرجولة وقوة الإصرار. فعلا كان لقاء دور ربع النهائي الثالث الذي احتضنه ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير من أجمل لقاءات الدورة الرابعة والعشرين وخصوصا في فترته الأولى التي شهدت المنتخب الكامروني يمسك بزمام الأمور على امتداد 13 دقيقة قبل أن يشرع نظيره النيجيري في عزف سمفونية الإبداع والامتاع بقيادة المايسترو أوكوشا الذي صال وجال وساهم بقسط وافر في وضع حدّ لسيطرة الأسود على نيجيريا. ولئن كان الشوط الأول متعادلا بين المنتخبين نتيجة وأداء حيث توفرت للجانبين فرص متساوية تجسمت منها فرصتان فحسب وبإمضاء النجمين صاموال ايتو وجي جي أوكوشا فإن الشوط الثاني كان نيجيريا في معظمه وكأن الأسود روّضوا بعد نهاية الشوط الأول ذلك أن الكامرونيين لم يكشروا عن أنيابهم إلا في أواخر اللقاء حيث هاجموا بكثافة ولكنهم اصطدموا بحارس عملاق ودفاع حصين، فاستسلموا في نهاية المشوار الى مشيئة النسور الخضر التي وضعت حدا لسيطرة كامرونية على هذه التظاهرة القارية خلال الدورتين الماضيتين. نجم اللقاء نجم هذا اللقاء كان بدون منازع قائد منتخب نيجيريا جي جي أوكوشا الذي حقق هدفا رائعا وخلق الخطر في مناسبات عديدة. وقد وقع منحه في خاتمة المباراة جائزة أحسن لاعب. مردود التحكيم مردود طيب للحكم المغربي محمد كزاز بمساعدة دانت درامان من مالي ويابواه جوستيس من غانا رغم تساهله مع بعض التدخلات العنيفة. ما تحفظه الذاكرة رغم قيمة الرهان فإن الأجواء كانت جدّ رائعة سواء كان ذلك فوق الميدان أو بالمدارج. ولعل من أهم اللقطات المعبرة اصرار سونغ على الاعتذار حين حدث تصادم عفوي بين قائدي الفريقين. أولا بأول أول هجوم وكادت تهتزّ فيه الشباك أسسه الكامرونيون في الدقيقة الأولى. أول ركنية في اللقاء حصل عليها المنتخب الكامروني وكان ذلك في الدقيقة الرابعة. أول تدخل للحارس الكامروني حصل في الدقيقة 11. أول هجوم خطير من نيجيريا جاء في الدقيقة 14. أول فرصة جدية للتهديف نحتها أوكوشا وأجهضها الحارس الكامروني إدريس كارلوس. أول انذار في المباراة حصل عليه النيجيري أولو فينجانا. أول هدف في اللقاء أمضاه سموال ايتو. أول تغيير في المنتخب النيجيري حصل في اخر دقيقة من الوقت القانوني. صراع داخل الصراع رابط أحباء المنتخب الكامروني بالجهة اليمنى للمدارج المغطاة في حين اختار أنصار نيجيريا وسط المدارج المكشوفة. وقد توسطتهم فرقة موسيقية دارت على أنغامها المباراة، بينها كان صراع جانبي يدور بين اعلاميي البلدين، وقد شدّ مذيع راديو بريلا بلاغوس جورج رولف شيدوز الانتباه بردائه الخليجي وبرقصاته الطريفة. دقائق ساخنة دق. 1 : تصويبة قوية من جيريمي تمرّ فوق العارضة النيجيرية بقليل . دق. 4 : تسرّب خطير من ريقوبار سونغ والدفاع النيجيري يتدخل. دق. 11 : أول تدخل للحارس الكامروني بعد وضع حد لسيطرة زملاء سونغ. دق. 12 : أوكوشا يصوب وإدريس كاماني يتدخل دق. 13 : تصويبة من ايتو كادت تحدث الفارق. دق. 14 : الحارس الكامروني يجهض هجوما نيجيريا منسقا. دق. 21 : أوكوشا يتكلم بلغة الابداع وحارس الكامرون يتألق ويحول القذفة الصاروخية الى ضربة زاوية. دق. 28 : أوزاز يتوغل داخل مناطق جزاء المنفاس والدفاع الكامروني يتدخل. دق. 31 : سموال إيتو ينسج على منوال أوزاز ودفاع نيجيريا ينقذ الموقف. دق. 33 : موداست مبامي يتدخل بطريقة غير شرعية ليقطع هجوما خطيرا لأوزاز. دق. 35 : جيريمي مجددا في الهجوم ودفاع نيجيريا يظهر صلابته. دق. 42 : سموال ايتو يقود هجوما سريعا وبطريقة ذكية يغالط الحارس ويمضي الهدف الأول. دق. 45 : أوكوشا على طريقته الخاصة وبأسلوب بلاتيني يعيد الأمور الى نصابها ويحكم على المنتخبين باقتسام النقاط. دق. 53 : سقوط اللاعب أوزاز داخل مناطق جزاء الكامرون والنيجيريون يطالبون بضربة جزاء لكن كزاز رأى عكس ذلك. دق. 55 : فرصة سانحة لقاربا لوال لمضاعفة النتيجة الذي خيّر ترك الكرة تمرّ الى الركنية. دق. 56 : كانو يصوّب برأسه وحارس الكامرون يتألّق. دق. 70 : سموال إيتو يتوغل وحارس نيجيريا ينقذ الموقف. دق. 72 : جون أوتاكالا يفوّت الفرصة ويمضي الهدف الثاني. دق. 82 : أوكوشا ينفذ ضربة حرة مباشرة على بعد 19م تمر جانبيا. دق. 83 : فرصة جديدة لأوكوشا كادت تنهي اللقاء. دق. 84 : شهدت الدقائق الأخيرة للقاء سلسلة من الهجمات الكامرونية لم تسفر إلا عن حصول زملاء سونغ على ركنيتين وبعض الفرص المهدورة وخاصة في الدقيقة 87 عندما مرّت الكرة فوق العارضة الأفقية بقليل في الوقت البديل الذي تواصل 4 دقائق توغل اللاعب إيكيديا تيوس داخل مناطق الكامرون وكاد يضاعف النتيجة. منتخب «الشروق» انياما فانسان جوزاف يوبو ريفوبار سونغ نوانكو كانو تيموتي أتويا جون أوتاكا جيريمي سورال سموال إيتو أوقستين أوكاشا قاربا لوال وأوزاز أودمنجي. هوامش من اللقاء روجي ميلا «مرتاح» وأوكوشا أفضل لاعب إلى جانب الوجوه المألوفة من مسؤولي الكاف حضر هذا اللقاء السادة الصادق القربي كاتب الدولة للبحث العلمي والتكنولوجيا وعبد الحميد سلامة المستشار الخاص لدى رئاسة الجمهورية المنذر الفريجي والي المنستير والحبيب المكني الكاتب العام للجنة التنسيق. تابع المدرب الوطني نبيل معلول اللقاء من المنصة الشرفية والأكيد أنه لو خيروه بين هذا وذاك لاحتار في أمره. لا زال الاعلاميون من كينيا والبنين يتابعون أطوار الدورة برغم انسحاب المنتخبين الكيني والبينيني. روجي ميلا اللاعب الدولي الكامروني السابق حضر المباراة وعبر عن ارتياحه لمردود منتخبه وأكد أن المنتخب الكامروني قدم ما هو مطلوب منه إلا أن منافسه كان في أوج استعداده. قدوم المدرب الكامروني الى قاعة الصحافة تأخر بعض الوقت وتم الاعتذار وتقديم الدوافع والأسباب والمتمثلة في وجود المجموعة الكامرونية في اجتماع عاجل بحجرات الملابس مع وزير الرياضة بالكامرون. ملعب مصطفى بن جنات بالمنستير كان طالع خير على أوكوشا رغم انهزم منتخب بلاده في اللقاء الافتتاحي. فقد سجل الهدف التاريخي رقم 1000 وسجل هدف التعادل أمام الكامرون قاهر نيجيريا وتوج أفضل لاعب في اللقاء. لعب بهذا الملعب 3 مرات نرجو أن يكتمل المربع وينهزم النسور الخضر أمام نسور قرطاج ويعود أوكوشا مجددا عشية الجمعة القادم في اللقاء الترتيبي. صراع طريف حصل في الدقيقة 65 من اللقاء بين حارس الكامرون واللاعب أوزارن حين غادر الحارس مرماه وحاول اللاعب النيجيري مراوغته حذو زاوية الركنية. لكن الغلبة بالارجل كانت لمن يعتمد على يديه. قام المدرب تشوكو في الوقت البديل بتغييرين تكتيكيين وقبل ذلك احتفظ بكل عناصره. قبل أخذ الأسبقية وبعدها وقبل أن تهز شباك فريقه كان المدرب الكامروني ونفريد شيفر في غاية الارتياح والسعادة وقام بدور ملتقط الكرة مرات وتعامل مع الجلد المدور باليد والرجل وكأنه واثق من الانتصار. لكن وبعد هدف جون أوتاكا شلت حركة الألماني وسكت عن الكلام المباح ما بعد اللقاء: مدرب نيجيريا سعيد ب «الثأر» وشايفر يقبل الهزيمة كانت التصريحات في حجرات الملابس بعد اللقاء واقعية جدا ولخصت ما دار بين النسور والاسود. فماذا قال كل طرف؟ كريستيان تشوكوو (مدرب نيجيريا): واجهنا منافسا عنيدا له اسبقية معنوية تواصلت على امتداد سنوات طويلة. ورغم اسبقية التهديف للكامرون الا اننا عرفنا كيف نعود في هذا اللقاء الذي كان فيه المستوى الفني من الجانبين ممتازا وذلك بفضل عزيمة واصرار ابنائي وتألقهم. وتمكنا من الثأر من هذا المنافس وزنا عن جدارة واستحقاق. الآن وبعد ان نستعيد انفاسنا سنعد العدة للمنتخب التونسي الذي ينطلق بدعم عاملي الارض والجمهور. لكننا سنعرف كيف نمر ونعيد سيناريو 1994. أوقستين اوكوشا (قائد المنتخب النيجيري): لقاء رائع بين منتخبين عتيدين آلت فيه الكلمة الى المنتخب الذي لعب بواقعية واصرار وانا سعيد جدا بما قدمته اليوم من عطاء. تواجدي اليوم بتونس يجعلني لا أفكر الا في مصلحة منتخب بلادي للمساهمة في تتويجه في هذا البلد الجميل الذي سنغادره بأطيب الذكريات. سنواصل العمل لاننا ندرك جيدا صعوبة المهمة التي تنتظرنا مساء الاربعاء امام المنتخب التونسي. ونفريد شيفر (مدرب الكامرون): بعد أخذ الاسبقية باغتنا الهدف النيجيري. وقد كان منافسنا في اوج عطائه واستعداده. في حين لم تقدم بعض العناصر بفريقي المردود المنتظر. ورغم قيامي بتعويض 3 منهم الا ان المردود لم يتغير. فريقي شهد بعد نهاية كأس العالم تغييرا جذريا ونحن بصدد اعادة تكوين المنتخب القادر على اعادة مجد الكرة الكامرونية وسنواصل المشوار.
