قال الرئيس الايراني انه سيحاول فتح الطريق أمام تطوير التعاون بين ايران ومصر بمناسبة زيارته للقاهرة وسط مخاوف من نقل ايران تجارب الحرس الثوري لمصر. وصل الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أمس الى القاهرة للمشاركة في قمة منظمة المؤتمر الاسلامي في أول زيارة لرئيس ايراني مباشر لمهامه الى مصر، سعيا وراء تغيير معادلات اقليمية.
الجغرافيا السياسية
وكان في استقبال أحمدي نجاد عند سلم الطائرة نظيره المصري محمد مرسي بحسب الصور التي بثها التلفزيون المصري الرسمي. ومصر وايران عضوان في منظمة المؤتمر الاسلامي التي تعقد قمتها ال12 اليوم الاربعاء وغدا الخميس في القاهرة، لكن لا تقيمان علاقات دبلوماسية. فقد قطعت ايران علاقاتها بمصر بعد اتفاقات السلام المصرية الاسرائيلية التي وقعها الرئيس المصري الراحل أنور السادات عام 1979..
ويتطلع أحمدى نجاد الى احداث تغيير في العلاقات بين البلدين أثناء الزيارة التي من المقرر أن يلتقي خلالها شيخ الأزهر أحمد الطيب. وكان أحمدى نجاد قد شدد فى تصريحات تلفزيونية على «أهمية العلاقة بين مصر وايران، لأنها حاجة لكل دول المنطقة».
كما قال ان «الجغرافيا السياسية للمنطقة ستتغير فى حال اتخذت ايران ومصر موقفا موحدا تجاه القضية الفلسطينية». وأضاف الرئيس الايراني «هذان البلدان قادران على تغيير المعادلات.. فاذا اتفقا على تحرير فلسطين بالكامل، فان الأمر سيتحقق». الحرس الثوري
وقبل مغادرته طهران، عبر أحمدي نجاد عن الأمل في أن تمهد زيارته الطريق أمام استئناف العلاقات بين البلدين. وقال «سأحاول فتح الطريق أمام تطوير التعاون بين ايران ومصر».
لكن السياسي المصري محمد أنور عصمت السادات رئيس حزب الاصلاح والتنمية أعرب عن تخوفه من التقارب المصري الايراني الحالي والذي تأتي بوادره من خلال زيارة الرئيس الايراني أحمدي نجاد لمصر لحضور قمة منظمة التعاون الاسلامي بعد أكثر من 34 عاما من العلاقات المقننة ، محذرا الرئيس مرسى وحكومته من خضوع القرار السياسي المصري للاغراءات الاقتصادية التي قد تقدمها ايران لمصر في الوقت الحالي.
وأشار السادات الى خشيته بأن يتم نقل تجارب الحرس الثوري وقمع المعارضين والمد الشيعي الى جانب أن ايران لديها مطامع كثيرة بدول الخليج مما قد يؤدي الى توتر العلاقات بين مصر ودول الخليج الذين لا يرحبون بوجود علاقات مصرية ايرانية ، فضلا عن الزيارة السرية الأخيرة لقائد الحرس الثورى الايرانى للقاهرة والتي تمت في الظلام ولم تخضع لأي قدر من الشفافية أو الوضوح.
وأكد السادات أنه ليس ضد تحسين العلاقات الايرانية المصرية لكنه ضد العلاقات الايرانية الاخوانية مشيرا الى أنه بعد انهيار سوريا لم يعد لايران حليف قوى ومن ثم تريد أن تكون مصر دولة حليفة ، وطالب الرئيس بالحذر بأن تكون مصر حليفا عسكريا لها ولغيرها ومراعاة البعد العسكري والاستخباراتي والشرطي والأمني لمصر وعدم تعريضه للاختراق أو التغيير.