مسيرات حاشدة سلمية حينا وغير ذلك أحيانا... مواجهات مع قوات الأمن أمام الولاية وإصابة عون بحجارة... تنظيم جنازة رمزية... مؤسسات ومرافق عمومية مغلقة وحياة تسير بشكل عادي. يوم الإضراب العام والحداد الوطني، يوم تشييع الفقيد شكري بلعيد عاشته مدينة سوسة كغيرها من جهات البلاد يوما بدا متوترا في جانب منه وعاديا في الجانب الآخر حيث لم تبد مظاهر الإضراب العام إلا على المرافق العمومية فأغلقت المؤسسات الحكومية أبوابها كما أغلق تجار المدينة العتيقة دكاكينهم خشية انفلات أو انحراف للمسيرات التي شهدتها المدينة عن مسارها.
في المقابل كانت الحياة تسير بصفة عادية حيث فتحت المقاهي والمتاجر والمطاعم أبوابها وبدت الحركة عادية خصوصا قبل خروج المسيرة الأولى من أمام الاتحاد الجهوي للشغل بسوسة والتجمع أمام الجامع الكبير وسط المدينة والذي نظمه المكتب الجهوي لحركة النهضة بمشاركة بعض ممثلي المجتمع المدني بسوسة.
وقد خرجت المسيرة الأولى من أمام مقر الاتحاد وجابت شوارع المدينة وصولا إلى الولاية وشارك في المسيرة وجوه نقابية ونساء وشباب وممثلو بعض الأحزاب مثل «نداء تونس» وممثلون عن مكتب الرابطة التونسية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية حيث قام المشاركون في المسيرة بجنازة رمزية.
ورفع المشاركون شعارات سلمية في البداية لكن مع وصول الجمع إلى الولاية بادر أحد الشبان بإلقاء الحجارة التي أصابت عون أمن فردت القوات الأمنية التي تمركزت بكثافة أمام الولاية بالغاز المسيل للدموع وبدأ التوتر مع صعود بعض الشبان إلى مبنى المتحف الوطني بسوسة المواجه للولاية وإلقائهم وابلا من الحجارة مما اضطر قوات الأمن إلى إطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وهناك حصلت مشادات كلامية بين قوات الأمن وبعض المشاركين في المسيرة الذين كالوا الشتائم للأمن ولوزارة الداخلية وتغيرت من ثمة الشعارات وأطلقت الدعوات إلى إسقاط النظام وغيرها.
وقد كانت قوات الأمن منتشرة بصفة مكثفة في محيط الولاية أمّا وسط المدينة فكان الحضور الأمني عاديا وتولى متابعة الوضع لحظة بلحظة.
أما المسيرة الثانية فجرت عموما في أجواء هادئة في ضوء الانتشار الأمني الكثيف وضرب طوق أمني بين المسيرتين لمنع حدوث مناوشات وسار المشاركون في المسيرة عبر شوارع المدينة وصولا إلى ساحة المدن المتوأمة ومنها إلى مقر مكتب حركة «النهضة» حيث ألقى المنسق الجهوي للحركة محمد الشملي كلمة دعا فيعا إلى التهدئة وأكّد تمسك الحركة بالشرعية واتهم المشككين في الشرعية اليوم باغتيال شكري بلعيد والمتاجرة بدمه.
وقد تم تسجيل محاولة اقتحام محلات تجارية والمغازة العامة وسط سوسة و«كارفور» والمستودع البلدي بسوق الأحد لكن قوات الأمن أحبطت كل هذه المحاولات. وخلافا لمدينة سوسة شهدت المدن المجاورة حالة من الهدوء وسيرا عاديا للحياة، ففي حمام سوسة وأكودة فتحت المحلات التجارية والمقاهي ومختلف المحلات الخاصة أبوابها وفي القلعة الكبرى كانت الحركة عادية جدا مع انتصاب السوق الأسبوعية وفتح مختلف المرافق الخاصة أبوابها بل إن المعتمدية فتحت أبوابها ولكن دون حضور الموظفين كما فتح المعهد الثانوي بالحي الصناعي للمدينة أبوابه استثنائيا للسماح لعدد من تلاميذ الباكالوريا باجتياز امتحان مؤجل.
والأمر ذاته ينسحب على مدن النفيضة وسيدي بو علي وبوفيشة وغيرها من ضواحي مدينة سوسة في شمالها وجنوبها.