تنكرت «الأميرة الافريقية» للعام السابع على التوالي لصاحب الأرض والجمهور حيث لم تعد تستهويها نضالات «مانديلا» كما كان الحال في 1996 وقررت ان تحط الرحال في غرب القارة السمراء بعيدا عن ضجيج «الفوفوزيلا». يسدل الستار اليوم على النسخة 29 من كأس افريقيا للأمم حيث سنتعرف على «الزعيم» الجديد للقارة السمراء من بوّابة مقابلة الدور النهائي التي سيحتضنها ملعب «سوكر سيتي» بين نيجيريا وبوركينا فاسو، وسيكون من الصعب جدا التكهن بهوية «خليفة» المنتخب الزمبي على عرش الكرة الافريقية وكل ما يمكننا تأكيده ان «الأميرة» ستغادر الليلة بلد «مانديلا» باتجاه غرب القارة السمراء على أن تختار بين نيجيريا وبوركينا فاسو.
«ثورة الصغار» أم «هيمنة الكبار»؟
يمكننا القول إن «خيول» بوركينا تستحق لقب «قاهرة الابطال» بما انها أطاحت بغانا صاحبة اللقب القاري في أربع مناسبات وسحقت قبل ذلك أثيوبيا المتحصلة ايضا على التاج الافريقي (1962) بأربعة أهداف كاملة وأجبر زملاء «جاكاريد جاكوني» حامل اللقب زمبيا على نتيجة التعادل وفعل المنتخب البوركينابي الأمر نفسه أمام منافس اليوم نيجيريا المتوّج بالكأس بدوره في مناسبتين وفجر بذلك هذا المنتخب مفاجأة من العيار الثقيل بما انه بلغ النهائي للمرة الأولى في تاريخه حيث لم يحقق هذا الفريق الذي كان يسمى «منتخب فولتا العليا» نتائج تذكر في النهائيات الافريقية باستثناء نجاحه في الحصول على المركز الرابع في دورة 1998 ويحمل المنتخب البوركينابي على عاتقه اليوم مسؤولية تكريس «ثورة الصغار» بما ان النسخة الماضية شهدت بدورها مفاجأة كبيرة تمثلت في اعتلاء زمبيا منصة التتويج بعد ان أسقطت «الكبار» بالضربة القاضية.
في المقابل لم تكن بداية المنتخب النيجيري في ال «كان» جيدة حيث تعادل أمام بوركينا فاسو وزمبيا وعبر من ثقب ابرة الى الدور الثاني بفضل ضربتي الجزاء اللتين سجلهما محترف تشلسي الانقليزي «فيكتور موزاس» في شباك أثيوبيا وذلك قبل ان ينقلب أداء أبناء المدرب كيشي 180 درجة منذ الدور ربع النهائي حيث سحقت نسور نيجيريا «الفيلة» بثنائية رائعة حملت توقيع «إيمينيكي» و«مبا» وواصل المنتخب النيجيري عروضه القوية في نصف النهائي من خلال تسجيل رباعية كاملة في شباك مالي وسيكون اليوم أمام فرصة لا تعوض لإحراز التاج الافريقي للمرة الثالثة في تاريخه ويعيد بذلك الهيمنة الى«الكبار».
محور الذكريات السيئة
يحتفظ المنتخبان البوركينابي والنيجيري بذكريات سيئة في جنوب افريقيا التي تحتضن النسخة الحالية من ال «كان» حيث انسحبت خيول بوركينا في دورة 1996 بجنوب افريقيا منذ الدور الأول بعد ان تلقت 36 هزيمة منها خماسية أمام زمبيا أما نيجيريا فقد تخلفت عن تلك الدورة لأسباب سياسية وهو ما يعني ان طرفي النهائي سيحاولان محو الذكريات السيئة التي لديهما عن بلد «مانديلا».
كتابة التاريخ
يسعى مدرب نيجيريا «ستيفن كيشي» اليوم الى تخليد اسمه الى الأبد في سجلات منتخب بلاده بما انه سيكون أول مدرب محلي يقود النسور الى الفوز باللقب الافريقي ذلك ان نيجيريا تحصلت على الكأس عامي 1980 و1994 بقيادة مدربين أجنبيين وهما البرازيلي «غلوريا» والهولندي «كليمونس» ومن جهته سيحاول مدرب بوركينا فاسو وهو البلجيكي «بول بيت» ان يكون أول مدرب من بلجيكيا يحرز هذا اللقب القاري إذا نجح طبعا في الاطاحة اليوم بزملاء أحمد موسى.