كثيرة هي الاتهامات التي توجه الى قناة «حنبعل» والى صاحبها السيد العربي نصرة، من ذلك أن القناة صارت ناطقة باسم حركة « النهضة»، وان صاحبها تآمر على أمن البلاد خلال اندلاع الثورة في تونس. السيد العربي نصرة نفى كل الاتهامات التي توجه له ولقناته في حوار أجريناه معه تعرضنا فيه الى عدّة مسائل أخرى من ذلك ما يشاع حول نيته الترشح لرئاسة الجمهورية، ورفعه لقضية عدلية ضد رافع دخيل وبلحسن الطرابلسي.
هل صحيح أنكم تنوون الترشح لرئاسة الجمهورية في الانتخابات المقبلة؟
هذا غير صحيح، وليس لي رغبة ذاتية في الترشح ولكن لماذا يصنعون من هذا الموضوع اشكالا، فكل تونسي له الكفاءة ويشعر انه قادر على تقديم الاضافة وخدمة الشعب بامكانه الترشح... المهمة ليست شرفية بل هي تكليف.
بعض الأطراف تثير من حين لآخر مسألة الخيانة العظمى وتتهمك بالتحريض وإثارة البلبلة بعد قيام الثورة؟
هذه قضية أثيرت ضدي وبعد البحث والتحقيق تم حفظ القضية، كيف يمكن ان أتآمر على أمن الدولة وعلى تونس وأتواطأ مع بن علي في حين أننا قدمنا يوم 13 جانفي 2011 حصة كشفنا فيها العديد من الحقائق وبن علي مازال في السلطة ولكل من يريد العودة الى هذا البرنامج بامكانه ذلك وسيكتشف ما قلناه. لكن «حنبعل» لم تكن قناة معارضة؟
لم نقل ذلك، بل نحن من فتح باب حرية التعبيرة وحرية الاعلام، كل الناس تتذكر برامج «حنبعل» مثل «المسكوت عنه» لعزالدين العامري، و«بالمكشوف» التي كان يقدمها معزّ بن غربية وفتحي المولدي والمرحوم عبد المجيد بن اسماعيل وأيضا «دائرة الضوء» و«دون استئذان»، وكنت اتعرض لضغوطات عديدة بسبب هذه البرامج لكننا لم نتنازل.
ما هي الجهات التي سلطت عليك الضغوطات؟
الضغوطات كانت من عديد الجهات ومن عديد المسؤولين على غرار رافع دخيل وأسامة الرمضاني، الى جانب بلحسن الطرابلسي.
وما دخل بلحسن الطرابلسي؟
أراد اجباري على بيع «حنبعل»، كان يريد شراء القناة بالقوة ولم أرضخ، استعمل كل نفوذه بما في ذلك المراجعة الضريبية «Redressement fiscal»،
ولكنني تمسكت بمشروعي.
بلغنا أنكم رفعتم قضية عدلية ضد رافع دخيل وزير الاعلام السابق، فبماذا تتهمه؟
هذا صحيح، ولكن ليس رافع دخيل وحده بل أيضا بلحسن الطرابلسي، واتهمهم باستغلال النفوذ، لقد سنّوا قوانين تستهدف «حنبعل» حتى نرضخ ولكننا لم نذعن لمشيئتهم.
تتهم «حنبعل» أنها مناصرة لحركة النهضة، ما ردكم على هذا الاتهام؟
«حنبعل» قناة محايدة وتقف على نفس المسافة من كل الاحزاب، وليست ناطقا باسم «النهضة» لكن لي اصدقاء من ضمن قادة هذه الحركة كما لي صداقات مع الكثير من قادة الاحزاب من اليمين ومن اليسار، نحن كجهاز اعلامي مستعدون لمساعدة اي حزب وأي حكومة تعمل لصالح الوطن، وهذا ما قلته لقادة «النهضة» بعد فوزهم في الانتخابات ولكن قلت لهم ايضا اننا لن نصمت عن الأخطاء وهذا ما نقوم به نحن جهاز اعلامي ولسنا حزبا معارضا.
هل أفهم ان العربي نصرة ليس له انتماء؟
انتمائي الوحيد لتونس للوطن، همي الوحيد خدمة الوطن تونس في حاجة الى جهود الجميع من واجبنا جميعا المحافظة على بلدنا، علينا التصدي لاعداء تونس الذين يريدون تخريبها..
برأيكم هل حافظت «حنبعل» على موقعها في المشهد الاعلامي التونسي؟
نحن مازلنا نحافظ على محبّة الناس لنا، ونحافظ على موقعنا «حنبعل» هي القناة التلفزية الوحيدة التي دخلت الارياف والمناطق المهمشة وهذا ليس جديدا، فقد كنا نقوم بهذا العمل قبل الثورة وأهلنا في المناطق الداخلية يشهدون على ذلك لقد راهنا منذ البداية على الطبقة المهمشة ومازلنا متمسكين بخدمتها ومساعدتها.
هل صحيح انك ابتعدت عن تسيير القناة؟
ليس هذا بالضبط، ولكنني اقتسمت المسؤولية مع بعض المديرين هناك اربعة أقسام وهي الملفات السياسية والأخبار والمنوّعات وقسم الشؤون الاجتماعية ثمة مدير يشرف على كل قسم، باستثناء قسم الشؤون الاجتماعية الذي أشرف على برامجه شخصيا.
نترك لك وضع نقطة النهاية لهذا الحوار؟
تونس لم تكن يوما متطرفة، كلنا مسلمون، نحن مجتمع وسطي يؤمن بالاعتدال وهذا منهجنا في الحياة، نحن اليوم نمرّ بفترة صعبة تتطلب منّا التضامن والتكاتف لا يمكن ان نواجه أعداء تونس الا بوحدة المجتمع والكفّ عن التفريق والتحريض.